التصلب المتعدد (اللويحي).. بين الحقيقة والخرافة 02 ... د. يوسف التحو

في المقال السابق شددتُ على أهمية الكشف المبكر عن المرض وتشخيصه بشكل صحيح، وفي السطور التالية استعرض نصائح وإرشادات للمساعدة في الوصول للتشخيص الصحيح في وقت مبكر:

الاختصاصات الداعمة للعلاج:

يعد هذا المرض شائعاً وكل مريض يعاني منه بطريقة مختلفة وله أبعاد كثيرة فهو يحتاج إلى تدخل علاجي من فريق متكامل، فطبيب الأعصاب دوره مهم في تشخيص نوع المرض والعلاج المناسب، ولربما يكون لأخصائي العيون، الأنف والأذن والحنجرة، والمعالج الطبيعي والمهني دور فعّال في حالات معينة، كما وأن أخصائي التغذية يساعد المريض على اتباع حمية غذائية مناسبة، فيما يعد الدعم النفسي من المختصين أو الأهل والأصدقاء وزملاء الدراسة والعمل أمرًا هامًا في المسيرة العلاجية.

 

علامات الخطر:

تعتبر ضعف المناعة، الحساسية المفرطة من الضوء والحرارة، ازدواجية الرؤية، ضعف العضلات وتعابير الوجه وردود الأفعال الجسدية غير الطبيعية من مؤشرات المرض وعلامات الخطر. يتم تشخيص المرض على مراحل، ففي حال الشعور بهذه الأعراض لأكثر من 24 ساعة ينصح بالتوجه إلى الرعاية الصحية بشكل طارئ لتقييم الحالة وتعد العلامات الإكلينيكية والتاريخ المرضي والفحص السريري من أساسيات عملية التشخيص المبدئي وعمل تحاليل مختبرية شاملة لإقصاء أمراض أخرى مشابهة كسرطان الدماغ والتهاب السحايا والوهن العضلي الوبيل غيرها.

 

تعد أشعة الرنين المغناطيسي بالصبغة من الإجراءات الضرورية التي تظهر بشكل دقيق أغشية العصب التالفة على هيئة آفات تكون فاتحة أو داكنة اعتماداً على عمرها، كما ويتم التأكد من النتائج عن طريق أخذ عينة البزل من السائل الشوكي أسفل الظهر لاختبار وجود الشرائط قليلة النسائل مما يؤكد الإصابة بالمرض، ويتم تقييم الآفات من ناحية مكان الانتشار خلال فترة زمنية معينة ليتم تحديد نوع مرض التصلب المتعدد.

 

نصائح لمرضى التصلب المتعدد (اللويحي):

على المريض التكيف مع الآثار الجانبية للأدوية وعمل التحاليل الروتينية اللازمة على حسب نوع العلاج فالكثير من هذه الأدوية تهبط المناعة وتحتاج إلى متابعة دائمة للحالة. ومن المهم ألا يخلط المريض بين أعراض المرض والإرهاق الوظيفي أو التعب الجسدي الشديد أو الضغط النفسي الزائد. من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بانتكاسات قوية هي: التعرض المباشرة للحرارة وأشعة الشمس والشاشات، التدخين، الإفراط في استهلاك منتجات الألبان والدهون المشبعة والإصابة بعدوى شديدة. يجب على المريض تقوية المناعة بطرق طبيعية أو أخذ الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية، وعدم مخالطة المرضى كي لا يصاب بالعدوى، وأخذ قسط من الراحة والنوم لساعات كافية، وممارسة رياضات خفيفة، والمشاركة في جلسات التأمل وتمارين الاسترخاء.

 

نصائح للتعامل مع المريض:

للمجتمع المحيط دور كبير في تحسين حالة المريض وخاصةً في بداية التشخيص التي تعد فترة حرجة، فهو يحتاج إلى الدعم لاجتياز التحديات التي تواجهه. من الضروري جداً مراعاة المريض وعدم الاستهانة بالأعراض التي يشعر بها، وتشجيعه في وقت قوته للاستمرار بدلاً من الحكم عليه وتناسي ما يعاني منه، وتجنب مقارنة مرضه بأمراض أخرى فلكل مرض درجات من الحدة وكل شخص مختلف عن الآخر. لا مانع من اصطحاب المريض للنشاطات المجتمعية والترفيهية وتشجيعه على الانخراط وتجربة ما هو جديد لينظر للحياة بشكل إيجابي، بالإضافة إلى المساهمة في تهيئة الأجواء المناسبة على حسب احتياجاته الجسدية والنفسية.

 

 

د. يوسف التحو

طبيب عائلة