أيهما أسرع في التعلم؟ الأطفال أم البالغين؟ ... ريحانة حبيل

إذا شعرت يومًا أنّ أطفال المدرسة الابتدائية أذكى منك - أو على الأقل قادرون على التقاط معلومات ومهارات جديدة بشكل أسرع - فإنّ دراسة جديدة منشورة بموقع ساينس ديلي بتاريخ 15 نوفمبر 2022 تشير إلى أنّك محق تمامًا. تقدم الدراسة الجديدة أيضًا سببًا لإظهار الأطفال والبالغين اختلافات في مستقبلات جابا العصبية المعروفة باسم (GABA) (جابا) والتي تعمل على تثبيت المواد المكتسبة حديثًا.

قال أحد الباحثين من جامعة براون: "تظهر نتائجنا أنّ الأطفال في سن المدرسة الابتدائية يمكنهم تعلم المزيد من العناصر خلال فترة زمنية أقصر مقارنة بالبالغين، مما يجعل التعلم أكثر فاعلية لدى الأطفال".

أظهرت النتائج التي توصلوا إليها أنّ الأطفال لديهم زيادة سريعة في مستقبلات (جابا) أثناء التدريب البصري، وتستمر هذه الزيادة بعد إنتهاء التدريب. وبالنسبة للبالغين، فقد ظلت النسبة ثابتة، كما تشير النتائج إلى أنّ أدمغة الأطفال تستجيب للتدريب بطريقة تسمح لهم بتحقيق الاستقرار في التعلم الجديد بسرعة وكفاءة أكبر.

 

سعت الدراسة إلى معرفة كيف تتغير مستويات مستقبلات جابا العصبية قبل وأثناء وبعد التعلم، بالإضافة لبيان كيفية اختلاف ذلك بين الأطفال والبالغين.

درس البحث التعلم البصري للأطفال في سن المدرسة الابتدائية والبالغين باستخدام تقنيات تصوير الأعصاب الحديثة. ووجد أنّ التعلم المرئي أدى إلى زيادة مستقبلات جابا في القشرة البصرية للأطفال، وهي منطقة الدماغ التي تعالج المعلومات المرئية، كما استمر تعزيز (جابا) أيضًا لعدة دقائق بعد إنتهاء التدريب.

 

أما بالنسبة للبالغين الذين تلقوا نفس التدريب البصري كان الأمر مختلفًا بشكل ملحوظ، فلم تكن هناك تغييرات في مستويات جابا على الإطلاق. 

يتنبأ الاكتشاف بأن التدريب على العناصر الجديدة يزيد من تركيز (جابا) لدى الأطفال بسرعة أثناء التعلم.

وفي التجارب اللاحقة، لوحظ أن الأطفال قد استقروا في التعلم الجديد بسرعة أكبر بكثير من البالغين، وهو ما يتفق مع الاعتقاد الشائع بأن الأطفال يتفوقون على البالغين في قدراتهم التعليمية. تشير النتائج بالتالي إلى (جابا) لاعب رئيسي في جعل التعلم فعّالًا لدى الأطفال.

 

وأسفرت النتائج أيضًا عن أن الأطفال يكتسبون معرفة ومهارات جديدة بسرعة أكبر من البالغين، وهذا مفيد ومشجع للمعلمين وأولياء الأمور لمنح الأطفال العديد من الفرص لاكتساب مهارات جديدة، سواء كان ذلك تعلم جداول أوقاتهم أو ركوب الدراجة.

 

يقول العلماء إنّ الاختلافات في معدلات النضج بين مناطق الدماغ ووظائفه يجب فحصها بالتفصيل في الدراسات المستقبلية. كما يريدون أيضًا استكشاف استجابات (جابا) في أنواع أخرى من التعلم مثل القراءة والكتابة.

 

 

ريحانة حبيل

قيادية تربوية