الأدوية المُسهلة وإساءة استخدامها في إنقاص الوزن ...علي التحو

الوصول إلى الوزن المناسب شعور مميز، ولكن يجب أن لا تصبح خسارة الوزن هوسًا حيث يلجأ العديد من الناس إلى عادات مؤذية كإساءة استخدام الأدوية المُسهلة ظنًا منهم بأنها ستساعدهم على خسارة كيلوات أكثر في فترة قصيرة.

الأدوية المُسهلة تُستخدم بشكل أساسي لتحفيز حركة الأمعاء في حالات الإمساك والشائع منها: بيساكوديل وقشر الإسباجولا والسنا، ويتم أخذها بعناية بناءً على وصف الصيدلي أو الطبيب وعند الحاجة الملِّحة فقط، وذلك يتعارض مع الاعتقاد الشائع بين الأفراد الذين يحاولون الوصول إلى أهدافهم في إنقاص الوزن عن طريق أخذ المُسهلات لعدة أسباب  على رأسها:

أن هذه الأدوية تسهم في تسريع حركة الأمعاء وليس لها علاقة في حرق السعرات والدهون مما يعني أن متعاطي المُسهلات لا يفقد أي وزن فعلي، بل وبدلًا من ذلك، يتسبب تعاطي المُسهلات بجفاف بسبب فقدان الماء والمعادن والألياف من الجسم، وهذا يعني أنه سيتم رجوع الوزن المفقود بمجرد علاج الجفاف، فلا منفعة أبدًا من استخدام هذه الأدوية لهذا الغرض وينصح الابتعاد عنها في حالة عدم الحاجة الفعلية واستخدامها في حالات الإمساك فقط.

 

آثار إساءة تعاطي المُسهلات السلبية عديدة ومنها:

اختلال التوازن في الأملاح والمعادن الأساسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى انخفاض في الأداء بوظائف الأعصاب والعضلات.

قد يصاب الجسم بالجفاف الشديد الذي قد تبدأ أعراضه بالرعشة والضعف ولربما تصل مضاعفاته إلى تلف الكلى. بالإضافة إلى ذلك - والأكثر شيوعًا - هو ضرر هذه المُسهلات على القولون الذي ومع تكرار استخدامها قد تسبب مشاكل في الخروج الطبيعي حيث تصبح الحركة بطيئة وتتطور إلى إمساك مزمن وقد يلجأ المستخدم لجرعات أعلى ليتمكن من الحصول على حركة أمعاء بسيطة.

اللجوء إلى طُرق غير صحيحة واستخدام الأدوية في غير محلها سيؤدي إلى نتائج عكسية وغير مرغوب بها، لذلك على من يعاني من الوزن الزائد اتباع نمط حياة صحي جسدي ونفسي والاستعانة بنصائح الخبراء والمدربين وغيرهم للمساعدة على تحقيق الأهداف المنشودة والوصول إلى وزن مناسب دون إلحاق الأذى بوظائف جسدية أخرى.

 

 

علي التحو

صيدلاني