سياحة بلا جاذبية

إشباع الفضول حاجة مُلّحة عند الإنسان، وهو السبب الذي دعا البعض لارتياد الفضاء لتحقيق غرض معرفي أو مهني.. والآن أصبح ترفيهيًا.

لم يكن من المتصور أن يكون الفضاء يومًا ما وجهة سياحية! لكن المستحيلات تتهاوى أمام تطوّر العِلم وتقدّم الزمن.

تُعَد فكرة السياحة في الفضاء قفزة في عالم السفر والسياحة رغم أنها الأكثر تكلفة على الإطلاق. وأول من شرَّع أبواب السفر للفضاء هو الأمريكي دينيس تيتو عام 2001، حيث دفع لوكالة الفضاء الروسية 20 مليون دولار مقابل إقامته في الفضاء لمدة سبعة أيام.

 

 

20 مليون قيمة تذكرة لم تقِف أمام شغف أثرياء!

ومنهم الملياردير الياباني يوساكو مايزاوا، الذي بحث عن ثمانية أشخاص يُرافقونه في رحلته التي أطلق عليها اسم "إلى القمر" على متن شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك، وصرَّح مايزاوا في بيان نشرهُ موقع سبيس أدفنشر:"أنا فضولي للغاية، يا ترى كيف تبدو الحياة في ذلك الفضاء؟ لذلك، أخطط لمعرفة ذلك بمفردي ومشاركته مع العالم على قناتي على يوتيوب". وسيتكفل الملياردير الياباني مايزاوا بجميع تكاليف الرحلة التي ستتم بواسطة مركبة إطلاق قابلة لإعادة الاستخدام، تنتمي للجيل الجديد من مركبات "سبيس إكس"، ويطلق عليها اسم "ستار شيب". ومن المقرر انطلاقها عام 2023.

ومن الشرق للغرب - حيث من المتوقع أن تكون الولايات المتحدة محطة إنطلاق السياحة للفضاء - لم يتأخر جيف بيزوس مؤسس شركة "أمازون" وأخيه اللذان سيسافران على أول رحلة فضائية مأهولة تنظمها شركته بلو أوريجين لصناعة الصواريخ.

رحلة بيزوس انطلقت في 20 يوليو الجاري على متن "نيو شيبرد" الكبسولة القابلة لإعادة الاستخدام مع أخيه مارك ورائدة الطيران والي فانك وأول زبون للشركة الهولندي أوليفر دايمن البالغ من العمر 18 عاما، وأمضوا بضع دقائق على ارتفاع 107 كيلومترات، وراء خط كارمان وهو الحد الفاصل بين المجالين الأرضي والفضائي.

وانطلقت "نيو شيبرد" إلى الفضاء بسرعة تجاوزت ثلاث مرات سرعة الصوت باستخدام محرك يعمل على الهيدروجين السائل والأكسجين، أي دون انبعاثات كربونية. ثم انفصلت الكبسولة عن الصاروخ.

وحقق حلمه الذي صرح به من قبل على حسابه في الإنستغرام: "منذ أن كنت في الخامسة من عمري، حلمت بالسفر إلى الفضاء. في 20 يوليو، سأقوم بهذه الرحلة مع أخي. أعظم مغامرة، مع أعز أصدقائي".

 

وما زال آخرون يلتحقون بالركب!

التحق الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون يوم الثاني عشر من يوليو الجاري بركب سياح الفضاء في رحلته التجريبية، برفقة ثلاث ركّاب آخرين وقائدين للمركبة على متن طائرة "فيرجن غالاكتيك" التي تعمل بالطاقة الصاروخية، ووصف برانسون رحلته أثناء عودة المركبة إلى الأرض بأنها: "تجربة فريدة في الحياة".

غرض آخر دفع إيلون ماسك  للدخول في هذ السباق هو الرغبة في جعل السياحة للفضاء وجهة متاحة للجميع، وهو صاحب شركة "تسلا" للسيارات الذي توجّه للإستثمار في الفضاء وصنع صواريخه بنفسه.

في ظل تنامي أعداد السيّاح، يتنامى جدلٌ محموم بين مؤيدين يرون بأن السياحة الفضائية تجربة سياحية جديدة من نوعها تغني العلم إلى وتضفي جانبًا من الرفاهية، ومعارضون لها ممّن تحدّهم أوضاعهم وظروفهم المادية ويرونها نوعًا من البذخ غير أنّها تُساهم في مشاكل بيئية كثيرة نتيجة الصواريخ التي تُستخدم للسفر للفضاء. فهل تهدد الإنبعاثات الكربونية للوصول للفضاء مقولة "الصناعة سياحة بلا دخان"؟

 

اقطع تذكرتك للفضاء من هنا

بلو أوريجين

شركة أمريكية تأسست عام 2000 مملوكة للمياردير جيف بيزوس، وحسب ما ورد في موقعهم الإلكتروني فإن جيف بيزوس أسس هذه الشركة بهدف تمكين مستقبل يعيش فيه ملايين الأشخاص ويعملون في الفضاء لإفادة الأرض.

من أجل الحفاظ على الأرض، تعتقد "بلو أوريجين" أن البشرية ستحتاج إلى التوسع، والإستكشاف، والعثورعلى طاقة وموارد مادية جديدة، ونقل الصناعات التي تشيد على الأرض إلى الفضاء.

 

سبيس أدفنشر

شركة أمريكية للسياحة الفضائية أسسها إريك سي أندرسون في عام 1998 كما ذُكِر في موقعها الإلكتروني، وتشمل عروضها الرحلات الجوية الخالية من الجاذبية، ورحلات الفضاء المدارية (مع خيار المشاركة في السير في الفضاء)، وغيرها من التجارب المتعلقة برحلات الفضاء بما في ذلك تدريب رواد الفضاء، والتدريب على السير في الفضاء، وجولات الإطلاق.

 

شركة سبيس إكس

هي شركة خاصة أمريكيَّة تعمل على تصنيع الطيران والنقل الفضائي، أسسها إيلون ماسك في 2002 وفقًا لما ذكره موقع الشركة الإلكتروني.

وكانت الشركة الوحيدة القادرة على إعادة مركبة فضائية من مدار أرضي منخفض، وفي عالم 2012 أصبحت مركبتهم الفضائية أول مركبة فضائية تجارية تنقل البضائع من وإلى محطة الفضاء الدولية. وفي عام 2020 أصبحت سبيس إكس أول شركة خاصة تأخذ البشر إلى هناك أيضًا.