تأثير كوفيد على السياحة يكلف العالم 4 تريليونات دولار

قالت منظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة (أونكتاد) إن تأثير جائحة كوفيد - 19 على السياحة قد يؤدي إلى خسارة تزيد على أربعة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي. جاء ذلك في تقرير مشترك لأونكتاد ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO).

ويستند التقدير إلى الخسائر الناجمة عن التأثير المباشر لجائحة كـوفيد - 19 على السياحة والتأثير المضاعف على القطاعات ذات الصلة، وهو أسوأ مما كان متوقعا في السابق.

 

ووفقا للتقرير، فإن الانخفاض الحاد في عدد السياح الوافدين في جميع أنحاء العالم في عام 2020 أدى إلى خسارة اقتصادية بلغت 2.4 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يكون الرقم مشابها هذا العام اعتمادا على تلقي لقاحات كوفيد - 19.

قالت إيزابيل دورانت، القائمة بأعمال رئيس الأونكتاد: "يحتاج العالم إلى جهود تطعيم عالمية من شأنها حماية العمال والتخفيف من الآثار الاجتماعية السلبية واتخاذ قرارات استراتيجية فيما يتعلق بالسياحة، مع مراعاة التغييرات الهيكلية المحتملة".

من جانبه، قال زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة: "السياحة هي شريان الحياة للملايين، وتعزيز التطعيم لحماية المجتمعات ودعم إعادة إطلاق السياحة الآمنة أمر بالغ الأهمية لاستعادة الوظائف وإنتاج الموارد التي تشتد الحاجة إليها، وخاصة في البلدان النامية، التي يعتمد الكثير منها اعتمادا كبيرا على السياحة الدولية".

وقال التقرير إن عدد السياح الوافدين الدوليين انخفض بنحو مليار سائح أو 73 % العام الماضي، بينما كان الانخفاض في الربع الأول من عام 2021 حوالي 88 %.

وتحملت البلدان النامية العبء الأكبر من تأثير الجائحة على السياحة، حيث قُدرت نسبة الانخفاض في عدد الوافدين بما يتراوح بين 60 % و80 %.

وتضررت هذه البلدان أيضا من عدم المساواة في اللقاحات. وقالت الوكالتان إن "الطرح غير المتكافئ" للقاحات كوفيد - 19 ضاعف الضربة الاقتصادية لقطاع السياحة في هذه الدول، حيث يمكن أن تمثل ما يصل إلى 60 % من خسائر الناتج الإجمالي العالمي.

 

انتعاش وسط الخسائر

من المتوقع أن تنتعش السياحة بشكل أسرع في البلدان ذات معدلات التطعيم المرتفعة، مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

ومع ذلك، لن يعود السائحون الوافدون إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى عام 2023 أو بعد ذلك، بسبب عوائق مثل القيود على السفر، وبطء احتواء الفيروس وانخفاض ثقة المسافر والبيئة الاقتصادية السيئة.

بينما من المتوقع أن يحدث انتعاش اقتصادي في النصف الثاني من العام الحالي، ويتوقع التقرير خسارة تتراوح بين 1.7 تريليون دولار و2.4 تريليون دولار في عام 2021، استنادا إلى عمليات المحاكاة التي تستبعد برامج التحفيز والسياسات المماثلة.

يحدد معدّو التقرير ثلاثة سيناريوهات محتملة لقطاع السياحة هذا العام، حيث يعكس أكثرها تشاؤما انخفاضا بنسبة 75 % في عدد الوافدين الدوليين. ويشير هذا السيناريو إلى انخفاض في عائدات السياحة العالمية بما يقرب من 950 مليار دولار، مما قد يتسبب في خسارة في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بقيمة 2.4 تريليون دولار.

بينما يعكس السيناريو الثاني انخفاضا بنسبة 63 % في عدد السياح الدوليين الوافدين.

ويأخذ السيناريو الثالث بعين الاعتبار معدلات متفاوتة للسياحة المحلية والإقليمية. ويفترض هذا السيناريو انخفاضا بنسبة 75 % في السياحة في البلدان التي تكون فيها معدلات اللقاحات منخفضة، و37 % في البلدان ذات مستويات تطعيم مرتفعة نسبيا، ولاسيّما البلدان المتقدمة وبعض الاقتصادات الأصغر.