جودة التنفس تؤثر على جودة الحياة .. زينب الهدار

التنفس عملية طبيعية يقوم بها الجسم ويعتبر من أهم العلامات الحيوية للجسم السليم، لكن معظم الناس لا يمارس التنفس بطريقة صحيحة ما ينتج عنه سوء في توزيع الأوكسجين بالجسم وضعف في عضلات التنفس الرئيسية وقد أثبت عدد متزايد من الدراسات أن أساليب التنفس الصحيحة تكون فعَّالة ومؤثّرة في مواجهة الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية والنفسية.

لذلك من المهم تفعيل عملية التنفس العميق بشكل صحيح ومعرفة خصائصه لزيادة كفاءته وفعاليته للجسم، حيث يعتمد بشكل أساسي على تفعيل عضلة التنفس الأساسية وهي عضلة الحجاب الحاجز والتي تقع أسفل القفص الصدري وكذلك العضلات المركزية للجسم (عضلات البطن العميقة وعضلات الظهر والحوض).

وتعتبر عمليتي الشهيق والزفير هما أساس عملية التنفس، حيث يختلف الشهيق عن الزفير في استجابة العضلات من حيث انقباضها وانبساطها، فأثناء الشهيق يتم انقباض كل من عضلة الحجاب الحاجز والعضلات الوربية الخارجية الموجودة بين ضلوع التجويف الصدري التي تعمل على خفض الضغط داخل الرئتين مقارنة بخارجهما مما يعمل على سرعة دخول الهواء إليهما، وانبساط العضلات الوربية الداخلية فتزداد مساحة القفص الصدري ما يسمح للرئتين بالتمدد وزيادة حجمهما.

أما أثناء الزفير فيتم انبساط كل من عضلة الحجاب الحاجز والعضلات الوربية الخارجية وانقباض العضلات الوربية الداخلية، مما يعمل على تقليل مساحة القفص الصدري وزيادة الضغط داخل الرئتين مقارنة بخارجها، مما يؤدي إلى طرد ثاني أكسيد الكربون إلى خارج الجسم.

وأصبح الاعتماد على نمط تنفس سطحي وسريع في حياتنا يتسبب في سوء توزيع الأوكسجين في الرئتين، كما ويضعف العضلات الرئيسية التي يجب أن تستخدم وتفعل في عملية التنفس ويزيد من الضغط على العضلات الصغيرة المساندة لعضلات التنفس مما يزيد من قابلية الشخص للشعور بالتعب وبذل مجهود كبير على الرغم من قيامه بمهام بسيطة.

وقد اثبتت الدراسات الكثيرة أن ممارسة التنفس العميق والفعّال يحسن الكثير من الوظائف في الجسم حيث:

- تحسن تقنيات التنفس الفعّال والعميق من وظائف الجهاز التنفسي حيث تعمل على تهدئة اضطرابات الجهاز التنفسي المختلفة كالتهاب الشعب الهوائية والربو.

- تعمل تمارين التنفس العميق على تحسين أداء الجهاز الهضمي وتخفيف اضطرابات المعدة والأمعاء.

- يعمل التنفس العميق على زيادة نسبة الأوكسجين الذي يتدفق للقلب والجسم وبالتالي تنظيم الدورة الدموية.

- يساعد التنفس العميق على تهدئة الجهاز العصبي والتخلص من المشاعر السلبية كالتوتر والقلق والاكتئاب حيث يساعد التنفس على إفراز الإندورفين وهي مادة طبيعية تخلص الجسم من الآلام وتساعد على النوم بشكل أفضل.

- يساعد التنفس العميق على التخلص من التشنجات والآلام العضلية وتحسين حركة المفاصل وبالتالي تحسين الحركة العامة للجسم.

- يحسن التنفس العميق من القدرات الذهنية وزيادة التركيز.

- يعتمد بشكل أساسي على تقنيات التنفس العميق في علاج حالات السلس البولي والهبوط المهبلي والانفصال العضلي.

لذلك من المهم تعلم تقنيات التنفس العميق وتكرار ممارستها لتفعيل توازن العضلات المسؤولة عن التنفس بالشكل الصحيح والمطلوب وكذلك إدراج هذه التقنيات والاستفادة منها في العديد من المجالات الحياتية والتدريبات المختلفة.

 

زينب الهدار

أخصائي علاج طبيعي