كثيرا ما يتبادر إلى أذهاننا هذا التساؤل، وغالبا ما يوجه إلينا من قبل المرضى الذين يعانون من مشاكل في مفصل الركبة، وهو بأن ركبتي " تطقطق " أو تصدر أصواتًا، فهل من مخاطر مرتبطة بهذا الأمر؟
وتكمن أهمية هذا التساؤل في أنه قد يكون مصدرًا للخوف والقلق؛ إذ يشعر المريض بأنه أكبر من سنه، وأنه قد يعاني من مشكلة ما في الركبة، أو ربما يكون مصدرًا للحزن، وهو ما يؤدي بمجموعه لسلوكيات حركية خاطئة كتجنب القيام ببعض الأنشطة اليومية الوظيفية كاستخدام السلالم على سبيل المثال.
ما هي أنواع الأصوات أو الضوضاء الصادرة من الركبة؟
تنقسم الأصوات الصادرة من مفصل الركبة إلى قسمين أساسيين، فهي إما أن تكون أصواتًا مرضية باثولوجية أو أن تكون أصواتًا فسيولوجية طبيعية. من أبرز أسباب النوع الأول أنها قد تكون مرتبطة بإصابات الركبة كإصابة الرباط الصليبي الأمامي، أو قطع وتضرر الغضاريف الهلالية، أو التهاب وخشونة الركبة، أو مشاكل الفصل الرضفي الفخذي، و غيرها من الأسباب أيضا. غالبا ما تكون هذه المشاكل مصحوبة بعلامات وأعراض إضافية مثل الألم والتورم.
إلا أن النوع الآخر من أصوات الركبة وهو الأصوات الفسيولوجية يعد الأكثر شيوعًا؛ تشير البروفيسورة كلير روبرتسون الأستاذة المتخصصة في العلاج الطبيعي إلى أن أغلب أصوات الركبة هي أصوات فسيولوجية طبيعية لا تأثير لها على قوة الركبة ووظائفها وليست مرضية باثولوجية، استنادًا إلى دراسة قديمة قام بها ماكوي حيث قام بقياس الأصوات في ركبتي المشاركين باستخدام تصوير المفاصل بالاهتزاز فوجد أن 99% من الركبتين تصدران نوعًا من الضوضاء، وأن هذه الضوضاء فسيولوجية إذ لا ترتبط بأي مشكلة محددة، ولا يصاحبها أي ألم أو تأثر لوظائف الركبة.
ما هو منشأ هذه الأصوات ومصدرها إذا؟!
هناك عدد من النظريات التي حاولت تفسير هذه الأصوات، فقال بعض العلماء أنها مرتبطة بتراكم فقاعات الهواء وانفجارها داخل السائل الزلالي داخل المفصل، وقال آخرون أنها ناشئة من حركة الأربطة والأوتار فوق النتوءات العظمية، وقال غيرهم بأنها قد تنشأ من الحركة المفرطة للغضاريف، وغيرها أيضا من النظريات . إلا أن أحدث النظريات في هذا الجانب هي نظرية "الانزلاق اللاصق" والتي تربط هذه الأصوات بحركة سطحان فوق بعضهما البعض وتحديدًا السطح الخلفي لغضروف عظمة الرضفة حينما يتحرك بشكل متشنج على عظمة الفخذ.
إذا كيف نتعامل مع هذه الأصوات؟
بالطبع إذا كان هناك خلل أو سبب لهذه الأصوات كإصابات أنسجة الركبة التي ذكرناها سابقًا فالحل يكمن في تشخيص كل مشكلة وعلاجها على حدة، أما لو كانت الأصوات فسيولوجية ولا علاقة لها بأي مشكلة فإن الحل الأمثل لها يكمن في زيادة الوعي وتثقيف المرضى حول سبب هذه الأصوات ومصدرها، وأن معظم هذه الأصوات لاعلاقة لها بالتهاب المفاصل، والأهم من ذلك أنه من غير المناسب أن تكون هذه الأصوات سببًا في تقليل النشاط البدني وتجنب ممارسة الأنشطة اليومية، بل من الجيد إضافة تمارين المقاومة لتقوية العضلات المرتبطة بالركبة وتحسين أدائها.
محمد الريس
إختصاصي علاج طبيعي