وللعلاج بالفن.. حِكاية!(١) ... ريحانة حبيل

"أنا فنان بما يكفي للرسم بحرية على مخيلتي. الخيال أهم من المعرفة، المعرفة محدودة، الخيال يطوق العالم". -ألبرت آينشتاين

نقلًا عن مقال منشور في موقع مؤسسة (LDRF) الأمريكية، فإنّ العلاج بالفن يوفر للمصابين باضطراب طيف التوحد وفرط النشاط وتشتت الانتباه (ADHD) فرصة للتعبير عن الذات. يمكن أن يكون الفن وسيلة للتواصل بالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم لفظيًا.

يقدم العلاج بالفن في المدارس طريقة إبداعية وممتعة للتواصل دون قيود، فلا يقلق الطفل من الحكم عليه؛ لأنه لا يوجد شيء مثل الفشل عند ممارسة الفن، مما يمنحه إحساسًا بالإنجاز ويبني ثقته بنفسه.

غالبًا ما يعاني الأطفال الذين لديهم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وأنواع من صعوبات التعلم، من ضعف المهارات الاجتماعية وتدني احترام الذات. العلاج بالفن هو أداة توفر نهجًا غير لفظي للتواصل والتعبير عن المشاعر.

يتم تحفيز الدماغ من خلال خلق الفن، فينتج مستويات أعلى من الدوبامين، هذا مهم بشكل خاص لاضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه حيث أنّ زيادة مستويات الدوبامين تعمل على تحسين التركيز. كما أنّ التعبير عن الإبداع من خلال الفن يرفع مستوى السيروتونين ويقلل من مستويات التوتر.

يمكن أيضًا أن تحسن صناعة الفن عند استخدامها علاجيًا الوظائف التنفيذية لدى الأطفال والبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والمهارات الحركية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، والأطفال الذين يعانون من عسر القراءة .

بطرق متنوعة، يمكن أن يكون هذا العلاج مفيدًا للغاية في مواجهة التحديات اليومية التي يواجهونها.

لسنوات عديدة، استخدم الفن على نطاق واسع في مناهج المدارس. يوفر الفن وسيلة للتعبير عن الذات، وصوتًا للتواصل دون قيود.

إنه يعطي صوتًا للأطفال الذين يعانون من قيود اللغة ويوفر طريقة ممتازة للتعبير عن مشاعرهم. يمكن للفن أن يساعد في تحسين احترام الذات والوعي الذاتي والتعبير عن الذات؛ إنه يشرك عقولهم وأجسادهم وأرواحهم، ويمكن أن يؤدي لأنْ يكتشفوا عواطفهم بأنفسهم.

يعتمد العلاج بالفن على النظرية القائلة بأنّ التعبيرات الإبداعية يمكن أن تعزز الشفاء والرفاهية العاطفية، ويتيح للأفراد توصيل تجاربهم الشخصية. لقد ثبت أنّ الإبداع يسمح للناس باكتشاف هويتهم الذاتية.

وهناك مجموعة كبيرة من الوسائط التي يمكن للمرء استخدامها للتعبير عن نفسه من خلال الفن، منها: التلوين ، الرسم، والنحت.

وفقًا لكاثرين مون في كتابها "المواد والوسائط" : "في صناعة الفن، تعتبر المواد والوسائط وسطاء بين الأفكار والمشاعر الخاصة، وتجلياتها الخارجية في شكل ملموس وحسي. وبالتالي، توفر المواد المكونات الأساسية للتبادل الذي يحدث بين المعالجين بالفن والعملاء".

معظم الذين يعانون من عسر القراءة، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم، والأفراد ذوي صعوبات التعلم هم متعلمون بصريون ولديهم القدرة على التعبير الفني.

وأخيرًا، فإنّ العلاج بالفن يعزز قدرة الفرد على الشفاء الذاتي وتحقيق الشعور بالهدوء. فالفنان قادر على التعبير عن تجاربه الداخلية بطريقة إبداعية، وربما جميلة. كما قال بابلو بيكاسو ذات مرة: "الألوان، مثل الملامح، تتبع تغيرات المشاعر."

 

 

ريحانة حبيل

قيادة تربوية