الزائدة الدودية عبارة عن كيس صغير من النسيج أو أنبوب رفيع بارز من الأمعاء الغليظة طوله أربع بوصات تقريبًا ويقع في الجزء الأول من القولون (الأعور) عند مفترق الأمعاء الدقيقة والغليظة في أسفل البطن من الجهة اليمنى.
يعتقد العديد من العلماء بما في ذلك تشارلز داروين أن الزائدة الدودية كانت عبارة عن جهاز عضلي ساعد البشر في الماضي على هضم لحاء الشجر، وبما أن لحاء الشجر لم يعد جزء من غذاء الإنسان لذلك تم الاعتقاد بأن وظيفة الزائدة الدودية غير معروفة وأن الاستئصال الجراحي لها لا يتسبب في أي مشاكل صحية وبالتالي يمكن للإنسان العيش بدونها.
الأدلة الحديثة ترسم صورة مختلفة بشكل لافت للنظر عن الدور الفسيولوجي فتكشف دوراً مذهلًا تلعبه الزائدة الدودية في صحة الإنسان بما في ذلك تطوير جهاز المناعة لكي تقوم هي بعمل وظائف المناعة المختلفة لما تحويه من الأنسجة الليمفاوية. فالأبحاث بينت أن النسيج الليمفاوي يبدأ بالتراكم في الزائدة الدودية بعد فترة وجيزة من الولادة ويصل إلى ذروته بين العقدين الثاني والثالث من العمر إلا أنه يتناقص بسرعة بعد ذلك ويختفي عملياً بعد سن الستين. كما أن الزائدة الدودية تعتبر مخزن هام للبكتيريا الجيدة التى تساعد على إعادة تشغيل الجهاز الهضمي بعد الأمراض التي تصيبه وبالأخص الإسهال الذي يعمل على إزالة هذه الأنواع المهمة من البكتيريا أو قتلها علمًا بأن الجهاز الهضمي البشري مليء بالبكتيريا الحميدة واللازمة لهضم الطعام.
يعتبر التهاب الزائدة الدودية حالة طبية طارئة تتطلب في معظم الأحيان جراحة فورية لإزالتها.
ففي الولايات المتحدة يصاب شخص واحد من بين كل 20 شخصًا بين سن 10 و 30 عاماً بالتهاب في الزائدة الدودية فنادراً مايحدث في عمر أقل من سنتين.
وتشمل الأعراض التقليدية لالتهاب الزائدة الدودية ألم غير حاد حيث يبدأ بالقرب من السرة أو أعلى البطن ثم يتحول إلى ألم حاد مع انتقاله إلى أسفل البطن وإلى الجهة اليُمنى ويصاب كذلك بالغثيان و / أو القيء بعد وقت قصير من الألم وقد يصاب الشخص أيضًا بالحمى وإذا لم تعالج فإنها قد تنفجر أو تنثقب في نهاية المطاف مؤدية إلى ألم شديد جدًا ينتشر في جميع أنحاء البطن بسبب تسرب المواد المعدية في التجويف البطني مما يتسبب في التهاب بطانتها (الغشاء البريتوني) فيعتبر التهاب خطير يمكن أن يودي بحياة الشخص ما لم يتم العلاج بسرعة بمضادات حيوية قوية وتدخل جراحي. ومن المضاعفات لالتهاب الزائدة الدودية هو تكوين خراج مليء بالصديد خارج الجدار الملتهب حيث من الممكن أن ينثقب أو ينفجر.
لهذا السبب يجب التعامل مع جميع حالات التهاب الزائدة الدودية تقريبًا كحالات طوارئ تتطلب جراحة فورية.
الدراسات في الوقت الحالي توصي بالاحتفاظ بالزائدة الدودية غير الملتهبة وعدم استئصالها حيث من الممكن استخدامها لاحقًا لإجراء جراحات ترميمية مثل عمليات إزالة المثانة البولية حيث يتم في هذه الجراحة إعادة تشكيل قسم من الأمعاء وتحويلها إلى مثانة بديلة كما بالإمكان استخدام الزائدة الدودية لإعادة إنشاء الحالب للسماح بمرور البول من الكلى إلى المثانة، ونتيجة لذلك تعتبر الآن الزائدة الدودية - التي اعتقد سابقًا أنها نسيج غير وظيفي - "نسخة احتياطية" مهمة حيث يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من التقنيات الجراحية الترميمية إن استدعت الحاجة لها مستقبلًا.
بروفيسور/د. فيصل عبد اللطيف الناصر
كلية طب أمبريل: لندن