حسب بحث حديث منشور في موقع "ساينس ديلي" في أكتوبر 2022م، حدّد العلماء بدقة ولأول مرة عددًا كبيرًا من الجينات المرتبطة بشكل موثوق بعُسر القراءة.
تم ربط حوالي ثلث المتغيرات الجينية الـ 42 التي تم تحديدها سابقًا بالقدرة المعرفية العامة والتحصيل الدراسي.
يقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت في مجلة Nature Genetics، تساعد في فهمنا للبيولوجيا الكامنة وراء الصعوبة لدى بعض الأطفال في القراءة أو التهجئة.
من المعروف أن عُسر القراءة ينتشر في العائلات - ويرجع ذلك جزئيًا إلى العوامل الوراثية - ولكن حتى الآن، لم يُعرف الكثير عن الجينات المحددة المرتبطة بخطر تطوره.
الدراسة - التي أجرتها جامعة أدنبرة - هي أكبر دراسة وراثية لعسر القراءة حتى الآن. يقول فريق البحث إن الدراسات السابقة التي تربط عسر القراءة بجينات معينة أجريت على أعداد صغيرة من العائلات، ولم يكن الدليل واضحًا.
تضمنت الدراسة الأخيرة أكثر من 50000 من البالغين الذين تم تشخيصهم بعُسر القراءة وأكثر من مليون بالغ لم يتم تشخيصهم.
اختبر الباحثون العلاقة بين ملايين المتغيرات الجينية مع حالة عسر القراءة ووجدوا 42 متغيرًا مهمًا يرتبط بعضها بحالات النمو العصبي الأخرى مثل تأخر اللغة، ومهارات التفكير والتحصيل الأكاديمي. ومع ذلك، فإنّ العديد منها جديد ويمكن أن يمثل الجينات التي ترتبط بشكل أكثر تحديدًا بالعمليات الأساسية لتعلم القراءة.
ترتبط العديد من الجينات المرتبطة بعُسر القراءة أيضًا باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. تم العثور على تداخل أصغر بكثير من الجينات المرتبطة بعسر القراءة للأمراض النفسية ونمط الحياة والحالات الصحية.
العديد من المتغيرات الجينية المرتبطة كانت مهمة أيضًا في عينة تتحدث اللغة الصينية مما يشير إلى أن هناك عمليات معرفية عامة في تعلم القراءة لا تعتمد على نوع اللغة.
يقول الباحثون أنهم كانوا قادرين على التنبؤ بمدى قدرة الأطفال والبالغين من أربع دراسات بحثية أخرى على القراءة والتهجئة باستخدام المعلومات الجينية من الدراسة، ولكن ليس بالدقة اللازمة للاستخدام التشخيصي.
تقول الباحثة الرئيسية ميشيل لوتشيانو، من كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة بجامعة أدنبرة، إن الدراسة تلقي الضوء على العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول عسر القراءة.
وقالت: "تُظهر النتائج التي توصلنا إليها أن الاختلافات الجينية الشائعة لها تأثيرات متشابهة جدًا في الأولاد والبنات، وأنّ هناك ارتباطًا جينيًا بين عسر القراءة والبراعة".
اقترح العمل السابق أنّ بعض هياكل الدماغ قد تتغير لدى الأشخاص المصابين بعُسر القراءة، لكننا لم نجد دليلًا على أن الجينات تفسر ذلك.
تشير النتائج أيضًا إلى أن عسر القراءة يرتبط ارتباطًا وثيقًا وراثيًا بالأداء في اختبارات القراءة والتهجئة مما يعزز أهمية الاختبار الموحد في تحديد عسر القراءة.
ريحانة حبيل
قيادية تربوية