حُب من أول جلسة ... زهراء داوود

إن لعلاج الاضطرابات العصبية عدة محاور ومن ضمنها العلاج بالحُب واللعب والمرح، فكيف نولد هرمون الحُب بكميات هائلة في نفسية المريض أثناء الجلسة العلاجية؟ حتى يتنسى لهُ القيام بمهارات الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي.

بدايةً، من منطلق الأبحاث الطبية والعلمية، يلعب بروتين صغير يطلق عليهِ أحياناً اسم "هرمون الحُب"، دوراً أكبر مما كان العلماء يعتقدون سابقاً في كيفية تعلمنا الترابط الاجتماعي.

ماذا يحدث للدماغ حين نقع في الحُب؟ لسنوات عديدة كان العلماء يجيبون على هذا التساؤل، قائلين إن "الأوكسيتوسين" ويطلق على هذا البروتين الجميل الصغير المُكون من 9 أحماض أمينية فقط "اسم هرمون الحُب" ، لأنهُ يعزز الروابط الزوجية والرعاية لدى الأمهات وغيرها من الروابط الاجتماعية الإيجابية.

في الآونة الأخيرة، بدأ علماء الأعصاب يراجعون معتقداتهم بشأن "الأوكسيتوسين"، وتشير التجارب التي أجريت على الفئران وحيوانات مخبرية أخرى إلى دور مهم جداً لا يتركز فقد على تحفيز السلوك الاجتماعي بل يعمل على زيادة إدراك الإشارات الاجتماعية، إذا أنهُ كان يساعد الفئران على تصويب سلوكها الاجتماعي بدقة أكبر.

قد يفسر ما تقدم السبب ومشاعر الحب القوية المتولدة في جلستي مع مريضي الذي تحسنت قدراته الاجتماعية ومهارات التواصل لديه من أول جلسة التي كان أساسها العلاج بالحُب واللعب والمرح والمشاركة في كُل شيء، وتلقائياً قام بمهارة الطلب  Manding   لوحده دون مساعدتي وأصبح قابلاً للدمج مع المجتمع.

فمن خلال اللعب، يتولد من المرح هرمون آخر وهو "الأنترفيرون"، ذلك الهرمون المُتمم لجند الجسم ليقوم بمهمتهِ الكُبرى في مهاجمة الأمراض مما يعزز من قوة الجهاز المناعي في الجسم.

ليسَ الحُب من أول نظرة كما يُقال، الحب أيضًا يبدأ من أول جلسة بين المريض والمُعالج أو الطبيب، ونرى من خلال الحُب العلاج المُدهش الذي لا يكلف سوى لمسة حانية ومشاعر رقيقة ينبثق على أثرها هرمون "الأوكسيتوسين"، ذلك هو الهرمون المعالج الذي سكن أجسامنا وبقيَ رهناً لأي إشارة حُب.

 

"الأوكسيتوسين" قادر على فعل العجائب في حياة الإنسان على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية، ولا يقتصر فقط على تعديل المزاج وخفض التوتر وضغط الدم، بل يلعب دوراً رئيسياً في تقوية العلاقات الاجتماعية لأنهُ مرتبط بمشاعر الثقة التي نوليها لهم.

 

 

 

زهراء داوود

أخصائية تعديل سلوك