لماذا يضرب رأسهُ بالحائط؟ ... زهراء داوود

يُعتبر ضرب الرأس سواء باليدين أو بالطاولة أو بالحائط، من سلوكيات إيذاء النفس، يستخدمهُ طفل التوحد لأسباب كثيرة أهمها أنهُ وسيلة للتعبير عن مشاعر الغضب والرفض أو عندما يطلب شيئاً معيناً ورُبما قد لا يمتلك إلا هذا الأسلوب لإيصال مشاعره، فقد يشعر بالألم مثل: التهاب الأذن أو ألم الأسنان، ومن ضمن الأسباب جذب الانتباه أو الشعور بنقص الحنان من قبل ذويه.

ومن خلال اطلاعي على عدة دراسات فإن ضرب الرأس مثل هز الجسم هو حركة بدنية إيقاعية. والاهتزاز حركة يعرفها الفرد حينما كان جنينًا فعندما كان في الرحم يشعر بإحساس الهز كلما قامت الأم بالحركة وعندما يُولد الطفل يتم هزه في المهد وخلال مرحلة النمو فإن هذا الإحساس بالهز ينمو خلال اللعب الذي يُنشط كلاً من: النظام الدهليزي ونظام التوازن.

ويرتبط ضرب الرأس عند التوحدي بالمحفزات العصبية فعندما يكون الجهاز العصبي للطفل مُحفز بشكل أقل يعني أن الطفل يستقبل القليل من المدخلات الحسية أو لا يستقبل أي مدخلات حسية لمجموعة من الأسباب الطبيعية أو البيئية، فإن الطفل قد يقوم بضرب رأسه لزيادة التحفيز وعلى العكس من ذلك فإن الطفل الذي لديه جهاز عصبي مفرط الحساسية وبالتالي فإنهُ محفز بشكل أكبر قد يضرب رأسه كسلوك مُريح و بالتالي كوسيلة لتقليل ضغط المحفزات عليه.

 

كيف نتصرف؟

عندما تنتاب الطفل التوحدي نوبات الغضب ويبدأ بضرب رأسه، فالتدخل السلوكي لإيقاف هذا السلوك بشكل فوري، نتبع ما يلي:

أولاً: إمساك كلتا يديه وإنزالهما.

ثانياً: محاولة التحدث معهُ ولكن ليس بلهجة حادة إن أمكن "أنزل يديك" ، "هدوء" وإظهار بطاقات تعديل السلوك.

ثالثاً: لمعرفة ما يريدهُ من هذا السلوك نستخدم الـ (PECS)  Pictures Exchange Communication System الذي يحتوي على العديد من الصور التعبيرية، بعد ذلك خطوة بخطوة نبدأ بتهدئة الطفل و تهيئته للطلب Mand عن طريق سؤاله: "ماذا تريد؟" ، فإذا طلب شيئاً مُعيناً نبدأ بالعد التنازلي له حتى يهدأ، بعد ذلك نعطيه ما يريد.

إتباع هذه الخطوات مُهم جداً لتعليم الطفل التوحدي هذه القاعدة (ما إن تهدأ وتوقف عن هذا السلوك سوف تنال ما تُريد).

لتعديل هذا السلوك أشير إلى نُقطة مهمة جدا،ً في هذه الحالة نتجنب أن نتفوه للطفل بكلمة " لا" أو "خطأ"، هاتان الكلمتان تسهمان في تصاعد سلوك ضرب الرأس والتوتر وسيشعر الطفل بالغضب أكثر وسيشعر بأن لا أحد يستطيع فهمه.

ولعلاج سلوكي طويل المدى يدرب المُصاب بالتوحد على طريقة الرفض وطريقة الطلب وأفضل الأوقات لتدريبه (وقت الأكل) كذلك تدريب الطفل على التعبير عن المشاعر من خلال الصور لأن ذاكرة الطفل التوحدي بصرية، فكلما زادت سُبل التواصل للطفل التوحدي قلت سلوكياته غير المرغوب بها مثل ضرب الرأس.

العلاج السلوكي فاعل في تخفيف شدة أي نوع من أنواع السلوكيات العنيفة مثل ضرب الرأس بالحائط، وهناك العديد من العلاجات السلوكية مثل الجري والقفز واستخدام كرة تخفيف التوتر إلى جانب السباحة، ولا ننسى أن وراء كل سلوك يقوم به المُصاب بالتوحد سبب لحدوثه، فعلينا معرفة الأسباب لإيقاف السلوك الخاطئ.

 

 

زهراء داوود

أخصائية تعديل سلوك