قهر الصعوبات بالصبر ...الخليف..بحريني تعلم التصاميم الثلاثية الأبعاد.. ذاتيا

ارتياد الفضاء يحتاج لعلم ومعرفة وتدريب ومؤهلات واختبارات يخضع لها الرواد ضمن شروط دقيقة وصارمة تؤهلهم لقيادة مركبات الفضاء والسباحة في كون بلا حدود. ذات الأمر مطلوب للإبحار في العالم الرقمي المتسع والمتعدد الآفاق وبرع الكثير من البحرينين في الإبحار وأصبحوا "نواخذة" فمنهم من تتلمذ على أيدي أكاديميين في المعاهد العلمية، وآخرين تعلموا بالمران والتجربة.

ناجي الخليف مصمم الـ 3D تعرف على الحاسب في مقاعد الدراسة في جامعة الملك فهد في تخصص تقنيات المعلومات، وتخصص في حقل يطوع فيه الرقميات لخدمة الإدارة والحسابات. النهم المعرفي لم يتوقف بعد مقاعد الدراسة بل قدح زناده في محل أسسه لبيع البرمجيات. وقال: "في تسعينيات القرن المنصرم فتحت محل لبيع البرمجيات ولاحظت اقبال زبائن المحل على برنامج التصميم الثلاثي الأبعاد. هنا قادتني الرغبة والفضول في تعلم التصميم الثلاثي الأبعاد".

الخليف تحرك سريعاً لاتقان التصاميم الثلاثية الأبعاد، وانضم مع مجموعة من أصدقائه في معهد في المملكة العربية السعودية لأخذ دبلوم في التصميم الجرافيكي. وعلق عن هذه المرحلة: "للأسف لم أجد برنامج دراسي لتعليم برامج تصميم الثلاثي الأبعاد، فاعتمدت على نفسي في تعلم البرنامج وأخذ مني ذلك فترة بلغت سنتين تنافست فيها مع الأصدقاء في تصاميم مختلفة كالأواني الفخارية، والبيوت". وأضاف: "التنافس وتحدي الذات أسهما في تمرسنا في برنامج التصميم الثلاثي الأبعاد".

الخليف استطاع أن يصل لدرجة الاحتراف وتعاقد مع شركات لتنفيذ تصاميم لها كانت بدايتها مع شركة ميلاد للتسويق والترويج. وكشف أن أول مشروع نفذه لشركة كان تصميم لشركة حديد وهو عبارة عن مقطع يوضح عملية صهر الحديد، ثم تعاقد مع ميلاد لتصميم معارضهم على شكل فيلم بتقنية ثلاثي الأبعاد والاستعاضة بذلك عن الرسم الورقي. وقال: "كان نقلة نوعية في تسويقهم للمعارض فأصبح لدى الزبون تصور واضح عن الجناح الذي يختاره".

وتنوعت أعمال ناجي من المباني، لرسوم الإنميشن، ومقدمات للتلفزيون أيضاً. وفي 2011 قرر خوض غمار العمل الخاص ليحلق بابداعاته في آفاق أرحب يملك فيها كامل الحقوق في تصاميمه.

وخلف حبه للتصميم والابداع كان يقف حب التعليم ونشر المعرفة، فتحالف مع التراث الشعبي واختار منه شخصية جحا كمادة فلمية تعليمية للأطفال. وبين أن المشروع استغرق منه سنة لرسم الشخصية التي حولها لكتاب ثلاثي الأبعاد بعنوان جحا والحيوانات وكان أول كتاباً ثلاثي الأبعاد في الشرق الأوسط، وأوضح: "هدفت من خلال الكتاب الموجه للأطفال تعليمهم اللغة الإنجليزية وتعريفهم بالحياة في الغابة أيضاً بأسلوب جذاب يشجعهم على القراءة". كما أصدر كتاباً آخر ثلاثي الأبعاد تحت عنوان "واقعة الطف".

وأكد ناجي الخليف أن هدفه في تقديم فيلم عن شخصية جحا لا زال قائماً وأن الفترة القادمة ستشهد عودة العمل على المشروع بشكل أكبر، ومن ثم تسويقه عبر الانترنت في مقاطع لقياس مدى تجاوب الناس وتفاعلهم معها وفي المرحلة اللاحقة تسويق الفلم على قنوات الأطفال.

ودعا الخليف الشباب للانتقال من النمط الاستهلاكي للانتاج وأن المجال أمامهم مفتوح للتعلم والإبداع لوجود العديد من أدوات المساعدة في ذلك. وأوضح: "من الملاحظ أن فئة كبيرة من الشباب تستهلك جزء لا يستهان به من الوقت في تصفح مواقع الانترنت، وتطبيقات الهواتف الذكية المختلفة، والتنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، وكل ذلك يندرج تحت النمط الاستهلاكي الذي نعيشه". وأضاف: "على الشباب أن يتحولوا إلى الانتاج وتعلم البرامج وعدم الاقتصار على البرامج الانتاجية السهلة بل يجب أن ينتقلوا للبرامج الاحترافية التي تطلق الطاقات الابداعية داخلهم".