أهم ١٠ حقائق عن آلام عرق النسا....محمد ميرزا الريس

هذا المقال مترجم بتصرف لأحدث التوصيات العلمية التي قدمها بعض المختصين (آدم دوبسون وزملاؤه)، وقد نشرتها بعض مستشفيات المملكة المتحدة تحت مظلة نظام الرعاية الصحية الوطنية NHS أكتوبر  الماضي، وتتناول في مجملها أهم الحقائق أو الأسئلة التي يحتاج لمعرفتها المهتمون بآلام الظهر وعرق النسا.

 ١-  ما المقصود بعرق النسا؟

هو مصطلح يستخدم لوصف الآلام العصبية التي تنشأ أسفل الظهر وتمتد إلى الساق.

ويعتبر العصب الوركي المعروف (بعرق النسا) عصبًا كبيرًا يبدأ من منطقة الأرداف ويمتد إلى الساق، ويتكون هذا العصب من أعصاب صغيرة تعرف بالجذور العصبية(nerve roots) تخرج من العمود الفقري وتحديدًا من جزئه القطني.

يؤدي تهيج هذه الأعصاب للشعور والإحساس بالألم في منطقة الأرداف، الفخذ، الساق، والقدم.

٢-  ما هي أعراض عرق النسا؟

العرض الأساسي هو الألم الممتد لأسفل الساق، وقد يصاحبه شعور بالحرقان، الوخز، التنمل، سريان الإحساس الكهربي عند بعض الأشخاص. وفي حالات أقل، قد يشعر البعض ببرودة في الأطراف، أو وهن في عضلات الساق بسبب تغير نظام الإرسال للإشارات العصبية.

٣ - ما هي أسبابه؟

قد تنشأ الآلام من أي مسبب يؤدي لتهيج الجذور العصبية، ومن جملة هذه الأسباب هي الضغط الواقع على العصب نتيجة للتغيرات التي قد تحصل في القرص (Disc) ، أو نتيجة للالتهابات التي قد تؤثر على الجذور العصبية.

ملاحظة مهمة: ليس كل تغير في القرص يسبب ضغطا على الجذور العصبية، بل إن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القرص (Disc) لا يشكون من أي ألم أصلًا؛ فالقرص مركب من مواد قوية ومتصلة بقوة بفقرات العمود الفقري، ما يعني أنها لا يمكن أن تنزلق.

جدير بالذكر أن هذه الآلام من الممكن أن تتأثر بعوامل عدة كقلة النوم، الضغوط النفسية، والصحة النفسية والعاطفية.

 

 4 - ما هي الفئات المعرضة لآلام عرق النسا؟ وكم تستمر هذه الآلام؟

قد تصيب الأشخاص في أي مرحلة عمرية إلا أنها أكثر شيوعًا في عمر الأربعين والخمسين عامًا.

تكون الآلام في أوج شدتها في الأسابيع الأولى ولكنها تنخفض مع مرور الوقت.

-  يتحسن نصف المرضى بشكل ملحوظ خلال الثلاثة أشهر الأولى (١٢ أسبوع).

-  خلال سنة، سيتعافى ثلاثة أرباع المصابين بآلام عرق النسا.

-  عند فئة قليلة من الناس، قد لا يشعرون بالتحسن المطلوب أو المتوقع مع مرور الوقت؛ وذلك قد يعود للاختلافات الشخصية في الاستجابة والتكيف.

٥-  إلى أي مدى يكون عرق النسا مؤلمًا؟

تتدرج أعراض مشكلة عرق النسا ما بين الخفيفة جدًا إلى الشديدة جدًا، وقد تختلف الأعراض من يوم لآخر.

قد تكون الآلام شديدة وغير متوقعة ومزعجة للغاية. قد يكون ذلك مخيفًا جدًا، إلا أنه من النادر أن يكون خطرًا.

ينصح بالحفاظ على الأنشطة التي تحقق قيمة لحياتك، كالذهاب في نزهة على الشاطئ، واللعب مع الأحفاد، والذهاب لتناول وجبة مع صديق أو البقاء في العمل. قد تكون هذه الأنشطة صعبة في بعض الأحيان، إلا أنها قد تساعد في التأقلم والتحسن العاطفي.

٦ - هل أحتاج للأشعة التصويرية لتشخيص عرق النسا؟

غالبًا لا تحتاج لذلك؛ فالتشخيص إكلينيكي ومبني على أخذ التاريخ المرضي وتقييم الأعراض إضافة لاجراء الاختبارات السريرية.

قد  يلجأ الفاحص للتصوير في بعض الحالات القليلة كالحالات التي تحتاج للجراحة أو استخدام إبرة محددة للعصب، أو يتم ذلك أحيانًا لاستبعاد بعض الأمراض الخطيرة (وهي نادرة جدًا).

٧ - هل الآلام التي تنتقل لأسفل ساقي هي آلام عرق النسا؟

ليس بالضرورة؛ فمن الممكن أن تكون الآلام عضلية أو مفصلية المنشأ (سواء من الظهر أو من الورك)، أما بالنسبة لآلام الظهر المرتبطة بعرق النسا حقيقة فهي تمثل نسبة 8 - 10% فقط.

تحتاج للرجوع للمختص لتحديد مصدر المشكلة وحجمها.

٨- الجلوس والنوم عند من يشتكي آلام عرق النسا:

قد يجد بعض المصابون بعرق النسا صعوبة وآلامًا في وضعيات الجلوس، النوم، أو السياقة. هذه الوضعيات في حد ذاتها ليست مؤذية، إلا أن الشخص الذي يعاني من آلالام شديدة قد يحتاج لتغييرها والبحث عن وضعيات أكثر راحة، أو قد يحتاج للحركة المنتظمة.

أما عند انخفاض مستويات الألم، فإنه من المفيد الاسترخاء وممارسة بعض الحركة أو الوضعيات كجزء من البرامج التأهيلية.

٩ - التمارين وآلام عرق النسا:

عند استمرار الألم، من الشائع أن تكون الأعصاب في حالة تحسس من الحركة. صحيح أنه لأمر منطقي البدء بالراحة أثناء نوبات الألم الشديدة، إلا أن التمارين المتدرجة آمنة بل ومفيدة أيضًا؛ إذ تساهم في تقليل الالتهابات والمحافظة على المستوى الوظيفي.

ملاحظة: لا يوجد أفضلية لنوع محدد من التمارين على حساب النوع الآخر، فالأفضل إذا أن تبدأ بالتمارين المناسبة والممتعة بالنسبة لك بشكل منتظم، ومن هذه التمارين: المشي، السباحة، تمارين الصالة الرياضية، أو البرامج التأهيلية بمتابعة المختص.

١٠ - كيف يتم التعامل مع آلام عرق النسا؟

هناك عدة خيارات علاجية تشتمل على التمارين العلاجية، تغيير أنماط الحياة كترك التدخين والوصول للوزن المثالي، أدوية الألم، وفي حالات قليلة يمكن اللجوء لبعض أنواع الإبر الخاصة أو للعمليات الجراحية.

ناقش الخيارات العلاجية مع المختص.

وأخيرًا:

استشر المختص فيما يتعلق بحالتك الصحية، وسائل التشخيص، الخيارات العلاجية، وكيف يمكنك التعامل مع الألم أو المخاوف الناتجة عنه. وتذكر بأن كل حالة هي حالة متفردة ومختلفة عن الحالات الأخرى، مما يستدعي مراجعة المختص للوقوف على حيثياتها بشكل أفضل.

ودمتم سالمين

محمد ميرزا الريس

اختصاصي علاج طبيعي


pdfmedical