الكثير من الأمهات يكون لديهن هذا اللغط حول لحمية الطفولة في الأنف لدى أطفالهم، والكثير يتساءل بشكل مباشر أو غير مباشر، ونرى الاستغراب على وجوه الأمهات والآباء حول موضوع عوارض ومشاكل الأنف لدى أطفالهم.
تثار مثل هذه الأسئلة: دكتور هل ولدي عنده لحمية؟ شوف دكتور يمكن عنده لحمية؟ دكتور شلون عرفت أن عنده لحمية بدون ما تكشف أو بدون أشعة؟ إلخ... من هذه التساؤلات الشرعية حقيقةً، والتي تحتاج إلى تبيان وشرح.
لحمية الطفولة عبارة عن غدة ليمفاوية مثل اللوز وتكون في تجويف خلف الأنف "البلعوم الأنفي"، لصيقة إلى فتحة قناة ستاكيوس التي تعمل على تهوية الأذن الوسطى، تكون موجودة منذ الولادة عند كل طفل، وتختفي تمامًا مع إكمال البلوغ في الجنسين.
تلعب اللحمية دورًا هامًا في المناعة، ولكنها تتضخم مع أي التهاب يحدث في الجهاز التنفسي، إما نتيجة الفيروسات أو البكتيريا أو حتى عوامل الحساسية، لذا تظهر أعراض الإنسداد الأنفي والشخير والاختناق الليلي، أو تزداد التهابات الأذن وتراكم المادة المخاطية "ماي" الأذن الوسطى.
من المهم التوعية والشرح للأمهات والآباء بأن سبب تلك الأعراض المذكورة هي انتشار الفيروسات الموسمية، قلة المناعة لدى أطفالهم، بدء العام الدراسي في الروضات والمدارس، المناسبات الاجتماعية في الأماكن المغلقة، ووجود الحساسية الوراثية من الأهل، وليس السبب هو وجود اللحمية.
عادة يكون فهم وتفهم المشكلة الصحية والعلاج أولوية في التشافي، ومحاولة فهم البيئة التي يعيشها الطفل ومحاولة تقوية المناعة سواء بالنوم الجيد المريح والتغذية الصحية، وتغييب الطفل في حالة إصابته بفيروسات الجهاز التنفسي وخاصة في المواسم التي تنتشر فيها تلك الفيروسات، أو أثناء تقلبات الجو الممرضة، هذا إلى جانب مراعاة نمط الحياة الروتيني اليومي للأطفال، لأن الوقاية دومًا خيرٌ من العلاج.
مفتاح الحل في المنزل والمدرسة والروضة ونمط الحياة الصحية، وليس عند الطبيب أو الصيدلية أو المستشفى، إلا في بعض الحالات التي قد تستدعي المضادات الحيوية أو مضادات الحساسية أو الحلول الجراحية في حالات نادرة جدًا والتي تختلف من طفل إلى آخر، كل حسب حالته.
د.نبيل تمام
استشاري وجراح أنف وأذن و حنجرة