العملية توازن بين الجمال وجودة التنفس ... د. مهران كازروني: تجميل الأنف ضرروة.. أحيانًا

تُعد عملية رأب الأنف من العمليات الصعبة لعدة أسباب لأن الأنف يمثل الهيكل المركزي للوجه. فحتى العيوب ومشكلات عدم التناسق الصغيرة تكون غالبًا ملحوظة، ويكون هامش نجاح عملية رأب الأنف غالبًا ملليمترًا واحدًا أو اثنين فقط.

د. مهران كازروني استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الكندي المتخصص في جراحات الأنف التجميلية أكد أن هذه العمليات المتخصصة يجب أن تُجرى على يد طبيب متخصص ومؤهل لإجراء الجراحات التجميلية في هذا الجزء من الجسم الذي يجمع بين الجمال ووظيفة التنفس والتي تغذي جسم الإنسان بالأوكسجين.

وقال: "أعتمد نهجًا هيكليًا لعملية رأب الأنف يحافظ على تقوية مناطق الضعف المحتملة في الأنف لتحقيق نتائج تدوم مدى الحياة".

وأوضح من المهم للطبيب والمريض أن يكونا على قدر من الواقعية حول النتائج المرجوة والمتوقعة بعد الجراحة. وواصل: "قد يأتي لي شخص لإجراء عملية تجميل وهو ليس بحاجة لها أو قد يضر به إجراء العملية وأعتقد أن ذلك من جراء التعرض لمواقع التواصل الاجتماعي واستخدام التقنيات الجديدة خاصة تقنية (فوتو فيلتر)".

وأكد في اللقاء الذي خص به الطبي أن هذه الفئة هي أكثر الفئات التي يواجه معها تحديًا في تبيان الخيار العلاجي المناسب لهم وثنيهم عن العملية التي لا تناسبهم. وقد تكون هذه العمليات ضرورة أحيانًا لتحسين جودة التنفس.

 

الحوار التالي ضم تفاصيل أكثر:

ما مفهوم تجميل الأنف ومتى يلجا له الطبيب؟

جراحة الأنف التجميلية أو عملية تجميل الأنف هي عملية جراحية لإعادة تشكيل الأنف عن طريق ضبط مكون العظام أو المكون الغضروفي أو الجلد أو الثلاثة. بحيث يبدو شكله مناسباً للوجه، وتختلف دواعي إجراء عملية تجميل الأنف ما بين الأسباب الصحية والجمالية.

 

هل لعمليات تجميل الأنف وظيفة علاجية؟

نعم، فهي تُجرى لتغيير شكل الأنف أو لتحسين التنفس أو كليهما.

 

ما هي الشروط اللازم توفرها لإجراء العملية؟  وفي أي سن يمكن اجراؤها؟

عند التخطيط لإجراء عملية تجميل الأنف سيفكر جراحك في ملامح وجهك الأخرى، والجلد الموجود على أنفك، وما الذي ترغب في تغييره. إذا كنت مرشحًا لإجراء عملية جراحية، فسيطور جراحك خطة مخصصة لك.

وعليه يجب أن يكون المقبل على العملية قد اكتمل نمو عظام وجهه أي بعد تجاوز سن المراهقة على الأقل، ويستثنى من هذا الشرط الحالات الطارئة ككسر عظم الأنف أو بعض الأورام الحميدة الخلقية التي تسبب تشوها وفي المقابل لا يوجد حد أقصى للعمر في عمليات تجميل الأنف.

كذلك لا يُسمح للأم الحامل بإجراء عملية تجميل الأنف لمدة شهرين على الأقل بعد الولادة.

كما أن جراح تجميل الأنف يوصي بعدم إجراءها لبعض الفئات ومنها المعرضين للخطر أثناء التخدير أو المدخنين.

وكذلك لمن لديهم توقعات خيالية لآثار عملية التجميل.

 

ماذا تقصد بالتوقعات الخيالية؟

يأتي البعض للعيادة لطلب إجراء عملية تجميل أنف معتقدين أنهم سيكونون في غاية الجمال أو الوسامة بعد العملية، وهناك آخرون يقبلون على العملية لتكون أنوفهم كأنف شخصية مشهورة، ومنهم من يريده ليرضي شخصًا كآخر كزوجة تطمح في رضا زوجها عن شكل أنفها.

لكل هؤلاء أقول أن عملية تجميل الأنف مرتبطة بعدة عوامل ومنها تناسق الأنف مع بقية الوجه والأهم تحسين وظيفة التنفس. وهذه أمور يدرسها الجراح بعناية قبل تقييم الحالة هل هي مؤهلة للعملية أو لا.

 

من هم المرشحون لهذه العملية؟

تقرر الفحوصات المطلوبة الأشخاص المناسبين ومنهم؛ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية نتيجة مشاكل الأنف أو الذين لهم تشوهات في الأنف. وكذلك الذين يعانون من مشاكل نفسية بسبب تشوه الأنف.

ويعتبر انحناء الأنف، بنية الأنف الكبيرة أو الصغيرة جدًا، الأنف الطويل أو القصير، والأنف الرقيق أو السميك من تشوهات الأنف.

 

ما هي أسباب الجراحات التجميلية للأنف؟

تنقسم أسباب إجراء عملية تجميل الأنف إلى أسباب صحية وأسباب جمالية.

 تشمل الأسباب الجمالية ما يلي:

تصغير وتكبير الأنف، تغيير زاوية الأنف بالنسبة للشفة العليا، تصحيح شكل مقدمة الأنف، تصحيح التعرجات أو العيوب الأخرى في الأنف، وذلك عن طريق التلاعب بالجلد المغطي للأنف، الغضاريف الكامنة أو عظام الأنف.

أما الأسباب الصحية، فتتمثل في:

وجود عيوب خلقية تؤثر على التنفس الطبيعي أو الصوت، حدوث كسر في الأنف يؤثر على التنفس أو يسبب مشكلة صحية بالأنف، تضخم الغدد الجلدية الدهنية: مما يسبب تضخم الأنف بصورة غير طبيعية.

 

ما هي خطوات التحضير للعملية؟

بداية أود التأكيد على أن لكل مريض خطة جراحية مخصصة، وقبل شروعي في أي إجراء أحرص في جلسات الاستشارة على معالجة صور المريض وعرضها عليه حتى يرى ما يمكن للعملية أن تحققه. وهي تقنية تساعدني في مناقشة تفاصيل الجراحة وقيودها مع مرضاي.

ويبقى معرفة كيفية تشكيل العظام والغضاريف في الأنف، وهذا يتطلب نموذجًا دهنيًا ثلاثي الأبعاد يتناول بالتفصيل خصائص الأنف الحقيقي ذي المظهر الطبيعي الجذاب. على الرغم من أن الوصول إلى الكمال صعب المنال، فإن معظم المرضى بعد الجراحة يحصلون على أنوف تبدو كما لو أنهم قد وُلدوا بها.

 

هل أبدى لك مرضى إنهم غير راضيين عن شكلهم بعد العملية؟

من الطبيعي أن تجد بعض المرضى غير راضيين عن النتيجة وذلك لعدة أسباب أهمها مرحلة التشافي التي تتراوح بين عام أو عامين حيث تظهر النتيجة المرجوة – مع الإلتزام بتوجيهات الطبيب - بعد فترة التشافي الطويلة نسبيًا.

في فترة التشافي وخصوصًا لمن يسعون لتحسينات دقيقة قد تظهر بعض التورمات وهذا ما يصيبهم بالقلق والخوف لأن شكلهم يبدو أسوأ من مرحلة ما قبل العملية وقد تصيبهم حالة إكتئاب ما بعد الجراحة.

قد يستمر هذا الإكتئاب لدى بعض المرضى أو يزداد سوءًا بمرور الوقت وقد يكون هذا علامة على مشكلة أكبر تتعلق بالصحة العقلية، مثل الاكتئاب السريري.

وهناك عمليات تظهر آثارها الإيجابية سريعًا كعمليات تصغير الحدبة الظهرية في الأنف حيث يروون التغيير عند خلع الضمادات.

 

ما هي المخاطر المتوقعة بعد الجراحة؟

كما هو الحال مع أي عملية جراحية كبرى، تحمل عملية تجميل الأنف مخاطر، مثل:

النزيف، الالتهابات، التفاعل العكسي مع التخدير. وتشمل المخاطر المحتملة الأخرى الخاصة بعمليات تجميل الأنف، على سبيل المثال لا الحصر:

  • صعوبة التنفس من الأنف
  • تنميل دائم في الأنف وحوله
  • احتمال ظهور الأنف بمظهر غير مستقيم
  • ألم متواصل أو تغيّر في اللون أو انتفاخ دائم
  • تكوّن الندبات أو التليفات
  • ثقب في حاجز الأنف (ثقب الحاجز الأنفي)
  • الحاجة إلى جراحة إضافية

 

ما هي التعليمات التي يجب على المريض اتباعها بعد الجراحة؟

مرحلة التشافي ما بعد العملية مهمة جدًا في تحقيق الهدف من العلاج وقد تستغرق من عام إلى عامين في بعض الحالات، وهنا يجب على المرضى الالتزام بتعليمات الطبيب والمراجعة وفقًا للمواعيد التي يحددها الطبيب.

عادةً ما تختفي الأعراض خلال أسبوعين من عملية تجميل الأنف، وللتخفيف من الأعراض المصاحبة للعملية، والوقاية من مضاعفات عملية تجميل الأنف المحتملة ينصح بما يلي:

  • تناول مسكنات الألم التي يصفها الطبيب لتقليل الألم
  • الامتناع عن التدخين، وشرب الكحول خلال هذه الفترة
  • تجنب الأماكن المزدحمة لتجنب الإصابة بالزكام، أو نزلات البرد
  • يوصى بالراحة مع إبقاء الرأس مرتفعاً عند النوم أو الاستلقاء
  • تفادي النوم على جهة واحدة؛ لمنع حدوث ضغط على الانف يؤثر على النتيجة النهائية
  • وضع كمادات باردة على منطقة الوجه والأنف
  • تجنب الضغط على الأنف والسعال أو العطس بفم مفتوح
  • تغيير الضمادات حسب تعليمات الطبيب
  • خلال أول أسابيع بعد العملية، يجب على المريض تجنب النشاط البدني المفرط وتجنب ارتداء النظارات الطبية أو الشمسية لحين سماح الطبيب له
  • عدم التعرض للحرارة والشمس لفترة طويلة
  • يمكن استعمال كمادات ثلج أسفل العينين لمنع ازرقاق المنطقة

 

هل من كلمة أخيرة؟

تُعد عملية رأب الأنف مفيدة للغاية للمرضى حيث يمكن أن تثمر فوائد كبيرة تنعكس على جودة الحياة. ولأن الأنف حسن المظهر هو عادةً الأنف الذي يعمل بصورة جيدة، فلا ينبغي أبدًا التضحية بجودة التنفس للحصول على شكل جمالي إذ لا يمكن الفصل بين شكل الأنف ووظيفته. لذا من المهم العمل مع المريض ليحصل على أنف يتوافق مع ملامحه الأخرى ويسمح له بالتنفس على النحو الأمثل قدر المستطاع.