تعد ممارسة الرضاعة الطبيعية من الأمور البديهية للأم كونها هبة من الله سبحانه و تعالى للطفل الرضيع؛ فحليب الأم يعتبر معجزة في مكوناته و تركيبه بالشكل الأمثل الذي يتناسب مع عمر الطفل واحتياجاته فضلا عن سهولة توفره. فهو لا يحتاج للمال لشرائه ولا للخبرة لتحضيره لتوفره في كل وقت وفي كل مكان كما أنه يمنح الأم الفرصة لبناء علاقة وثيقة بطفلها من خلال احتضانها له فترات الرضاعة الطبيعية مهما كانت مشاغلها و ضيق وقتها.
بالرغم من كل هذه المزايا لا تزال بعض الأمهات تفضل إعطاء طفلها حليب صناعي بسبب الترويج الخاطئ لهذه الألبان رغم مخاطرها خاصة خلال الست شهور الأولى من عمر الطفل والذي يفترض فيها أن يرضع الطفل رضاعة طبيعية خالصة أي ارضاعه فقط حليب أمه الذي خلقه الله تعالى خصيصاً له دون ادخال أي من الأغذية بما في ذلك الحليب الصناعي.
بعض الأمهات لا تعلم مزايا حليب الأم والفرق بينه وبين أى حليب صناعي آخر، فمهما بلغت دقة ومهارة الشركات المصنعة لأنواع الحليب المختلفة لا تستطيع أي شركة أن تنتج حليب له مكونات تختلف ببداية رضعة الطفل عن نهايتها مثلما يوجد بحليب الأم ويختلف نوع الحليب حسب عمر الطفل ففي أول الأيام من عمر الطفل يفرز الثدي سائل يسمى اللبأ وهو غليظ القوام مائل إلى الصفرة أو رائق اللون ويختلف هذا الحليب عن الحليب الناضج و لكن سبحان الله قد يبدو للأم أن كمية هذه الحليب غير كافية لطفلها لذا يجب شرح فوائده للأم بأسلوب سهل وواضح حتى لا يفقد الطفل الاستفادة منه فيحتوي اللبأ على مٌسهل لطرد العقي (المادة السوداء التي تخرج من بطن المولود في أول الأيام بعد الولادة) وبذلك يساعد في الوقاية من حدوث يرقان (الصفار) للطفل كذلك يحتوي على الأجسام المضادة للحماية من العدوى وغير ذلك من المكونات التي تحمي الطفل خلال أيامه الأولى بعد الولادة.
بعد بضعة أيام من الولادة يفرز الحليب الناضج بما فيه من معجزة إلهية لا يمكن توفرها بأي نوع من أنواع الحليب الأخرى فتنقسم مكونات الحليب الناضج لنوعين حليب أول الرضعة الذي يتميز بكميته الكبيرة ومكوناته التي تشبع الطفل وتمده بكل احتياجاته من بروتين وسكريات ومغذيات أخرى، أما عن حليب آخر الرضعة فيحتوي على دهون تمد جسم الطفل الرضيع بالطاقة لذا يجب أن يستكمل الطفل رضعته للنهاية حتى يستفيد من كل فوائدها، ومن هذه الفوائد المختصة بحليب الأم إذا تم توضيحها للأم أثناء الحمل وبعد الولادة ستجعلها تتمسك برضاعة طفلها فقط رضاعة طبيعية لأنه الغذاء الأمثل الذي رزقه الله به دون الحاجة لبدائل.
د. زينب محمد حمود
منسقة تغذية بدائرة الرعاية الصحية بمحافظة مسندم
سلطنة عُمان