الشلل الدماغي 03 .. د محمود هشام

الشلل الدماغي هو مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على قدرة المريض على الحركة والمحافظة على التوازن والوضعية ويعتبر من أكثر الحالات المسببة للعجز في الطفولة , وينجم عن خلل أو أذية في تطور ونمو الدماغ مما يؤدي إلى خلل في قدرة الشخص على التحكم بعضلاته وجسمه .

العلاج والتدبير

الحقيقة أنه لا يوجد شفاء كامل للشلل الدماغي ، لكن الأدوية يمكن أن تحسّن حياة المرضى , عندما يبدأ برنامج العلاج في أقرب وقت ممكن. بعد أن يتم وضع تشخيص الإصابة بالشلل الدماغي ، يعمل فريق من المعالجين الصحيين مع الطفل والأسرة تهدف إلى وضع خطة لمساعدة الطفل على الوصول إلى أفضل الإمكانيات والقدرات .

تشمل العلاجات الشائعة كل من الأدوية , الجراحة , دعامات التقويم , العلاج الطبيعي والانشغالي , علاج الكلام. بالمقابل لا يوجد علاج واحد هو الأفضل لجميع الأطفال المصابين بالشلل الدماغي فلكل طفل وضعه المستقل , ويلزم التنسيق مع طبيب الأطفال لفهم جميع فوائد التدابير أو تأثيراتها الجانبية المحتملة .

 

الأسباب وعوامل الخطورة

يحدث الشلل الدماغي بسبب التطور غير الطبيعي للدماغ أثناء المرحلة الجنينية أو بعد الولادة أو بسبب أذية الدماغ المتطور , مما يؤثر على قدرة الدماغ على التحكم في عضلات الجسم بالاضافة إلى احتمال حدوث

الاضطراب الذهني .

يمكن أن تحدث أذية الدماغ التي تؤدي إلى الإصابة بالشلل الدماغي قبل الولادة أو أثناء الولادة أو في غضون شهر بعد الولادة أو خلال السنوات الأولى من حياة الطفل ،حيث يكون الدماغ ما يزال في طور النمو. عند حدوث تلك الأذية قبل أو أثناء الولادة ينتج الشلل الدماغي الخلقي الذي يشكل غالبية الحالات 85- 90 %. ويشكل نقص الأكسجين أثناء الولادة نسبة بسيطة من الأسباب التي تؤدي إلى الشلل الدماغي الخلقي على عكس ما يعتقده معظم الناس . تتضمن عوامل الخطورة لحدوث الشلل الدماغي الخلقي كل من نقص الوزن عند الولادة ( أقل من 2500 غ ) , الولادة المبكرة , ولادات التوائم , العدوى أثناء الحمل , إصابة المولود باليرقان , مضاعفات الولادة مثل انفصال المشيمة الباكر أو مشاكل الحبل السري مما ينقص تزود الجنين بالأوكسجين , إصابة الأم الحامل ببعض الأمراض مثل الصرع أو اضطراب الغدة الدرقية , استعمال الأم بعض أنواع علاجات العقم .

وقد تحدث أذية الدماغ بعد أكثر من 28 يوماً من الولادة فينتج الشلل الدماغي المكتسب ، الذي يكون عادةً مرتبطًا بعدوى ( مثل التهاب السحايا ) أو بعض أنواع العدوى الناجمة عن عدم الحصول على اللقاحات اللازمة , رضوض الرأس الناجمة عن الحوادث أو السكتات الدماغية الناجمة عن اضطرابات في تخثر الدم وغيرها . أحياناً لا يعرف السبب بدقة ( مجهول السبب ) وربما تملك الوراثة دوراً .

 

د. محمود هشام

اختصاصي المخ والأعصاب