التغذية العلاجية: بين الأهمية والرفاهية! .... أ.عبدالصمد جابون

تبقى التغذية العلاجية أداة فعالة للزيادة من فعالية العلاج وكذا تجويد الحياة وجعلها أكثر راحةً وأمنًا.

التغذية العلاجية: بين الأهمية والرفاهية

في سياق مُتسم بكثرة تداول الدراسات والأبحاث المنشورة هنا وهناك، ينتاب العديد من الأشخاص الشك أو بالأحرى التيه من الزخم الهائل في المعلومات المتاحة، فيجد نفسه حائرًا بين اتباع هذا النظام أو تطبيق ذاك ... بصفة عامة، يجب بداية استيعاب دلالات مجموعة من المفاهيم الأساسية، وبعد ذلك أجرأتها بشكل معقلن حتى نستفيد من النتائج والمكتسبات.

تعتبر التغذية العلاجية نظامًا غذائيًا مخططاً وحمية صحية قائمة الذات، يُحدد من خلالها السماح أو منع تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية حسب حاجة الفرد، مثل: حاجته لبعض العناصر الغذائية، حساسيته لبعض الأطعمة، أو مدى صلاحية الأطعمة حسب الحالة الصحية. وتُعد التغذية العلاجية وصفة طبية نوعية يوصي بها طبيب مختص بعد تشخيصه لحالة معينة، وتتضمن بين ثناياها تعديلات يُجريها مباشرة اختصاصي التغذية - وفي بعض الحالات قد يُخططها - على النظام الغذائي لتناسب حالة الفرد.

ومع مرور الوقت، قد تتغير هذه الخطة بناء على معيارين رئيسيين هما: استجابة الشخص للحمية الموصوفة ثم حدوث تحسن في حالته الصحية. وبناء على ما سبق، قد يكون هذا الصنف من التغذية مجرد نظام غذائي مؤقت، مرتبط مثلا: بخلل طارئ كالحمية منخفضة الدسم والحمية المتعلقة بالإصابات الرياضية، أو تلك الموضوعة لتحسين مردودية وظائف الجسم كالحمية الغنية بالألياف وحمية السوائل لنظارة البشرة ورشاقة البدن. وفي أحيان أخرى، قد تكون التغذية العلاجية نظامًَا غذائيًا دائمًا نتيجة مرض مزمن قد يودي بحياة المريض في حالة توقفه عن مباشرته، كحمية مرضى السكري والكلى إلخ. وبالتالي، فبغض النظر عن الأهداف المتوخاة من اتباع الحمية - وقائية كانت أم علاجية -، تبقى التغذية العلاجية - إلى جانب استعمال الأدوية والأساليب الطبية والجراحية الأخرى الموازية - أداة فعالة للزيادة من فعالية العلاج وكذا تجويد الحياة وجعلها أكثر راحةً وأمنًا.

كيف ولا والتغذية العلاجية تهتم بشكل شامل بالمتطلبات الغذائية للمرضى لتحقيق عدة أهداف نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تعزيز احتياجات الفرد من العناصر الغذائية، القضاء على أعراض المرض أو تقليلها، معالجة العديد من الأمراض والإظطرابات، تحسين قدرة الفرد على تناول الأطعمة، المحافظة على نمط حياة صحي، تدعيم الصحة العامة، تثقيف المريض بما يتعلق بصحته الغذائية وضرورة الإلتزام بالنظام الغذائي الموصوف، وكذا وضع نظام غذائي يلبي احتياجات المصاب كالتعديل على عدد السعرات الحرارية والمحتوى الغذائي من المعادن.

 

 

أ.عبدالصمد جابون

استشاري طب بدني وإعادة التأهيل الحركي والوظيفي

المملكة المعربية