نجح المستشفى السلطاني في إجراء عملية جراحية نادرة واستئصال جنين داخل جنين "Fetus in Feto" أو "التوأم الطفيلي" لطفل يبلغ عمره أربعة أشهر، وتعد هذه الحالة نادرة الحدوث على مستوى العالم.
أجرى هذا التدخل الجراحي النوعي طاقم طبي من المستشفى السلطاني يترأسه د. محمد بن جعفر الساجواني استشاري أول ورئيس قسم جراحة الأطفال، ود. محمد المتولي اخصائي جراحة أطفال، وبالتعاون مع أطباء التخدير والكادر التمريضي.
وأوضح د. محمد الساجواني بأن "الطفل تم تحويله من احدى المؤسسات الصحية إلى المستشفى السلطاني بعد ظهور ورم كبير في منطقة البطن، وعلى ضوء ذلك استقبل المستشفى الطفل وأجريت له العديد من الفحوصات والأشعة التشخيصية من أجل التعرف على طبيعة الورم. وواصل: "كشفت نتائج الفحوصات وجود جنين شبه مكتمل دون حياة داخل الطفل، وعليه تقرر إجراء له عملية جراحية عاجلة لاستئصال الجنين نظرًا لما يشكله من خطر على حياة الطفل".
وقال أن الطاقم الجراحي تمكن من استئصال الجنين عبر عملية جراحية دقيقة تواصلت على مدى ثلاث ساعات وتكللت بالنجاح وذلك - بفضل من الله - وجهود وكفاءة الطاقم الجراحي بقسم جراحة الأطفال بالمستشفى السلطاني الذي أشرف على إجراء هذه العملية.
وغادر الطفل المستشفى بعد ثلاثة أيام فقط من إجراء العملية له وذلك بعد التحقق من الفحوصات والمؤشرات التي أثبتت نجاح هذه العملية النوعية.
من جهته أشار د. محمد المتولي بأن الطاقم الذي أجرى الجراحة للطفل واجه عدة صعوبات وتحديات أبرزها؛ صغر عُمر الطفل مع وجود جنين شبه مكتمل النمو بداخله، وهو ما أثّر على وظائف الجهاز التنفسي لديه واستلزم دراسة حالته ووضعه الصحي من أجل إتمام تخديره قبل العملية" وأضاف: "كما برزت معضلة كبيرة أخرى تمثلت في التصاق الجنين بالشريان الأورطي والوريد الأبهر السفلي للقلب مع امتداد التصاق الجنين بأعضاء حيوية بالجسم كالمعدة والإثني عشر والبنكرياس والكبد والمرارة وهو ما عرض حياة الطفل إلى الخطر" .
وعقّب "أن تكلل العملية الجراحية النادرة بالنجاح ما كان ليحدث لولا توافر الكفاءات والخبرات الجراحية بالمستشفى السلطاني اللازمة لإجراء مثل هذه الأنواع من العمليات الدقيقة، وذلك بالنظر للتحديات والمصاعب التي واجهت الطاقم الجراحي مع هذه الحالة النادرة" .
من جهته أشاد والد الطفل بالجهود التي بُذلت بالمستشفى السلطاني بقوله "أود أن أعرب عن مدى شكري وتقديري للطاقم المتميز بالمستشفى السلطاني الذي أجرى هذه العملية الجراحية النادرة لابني والتي تكللت لله الحمد بالنجاح، كما أوجه شكري وثنائي العميق إلى د. محمد الساجواني ود.محمد المتولي محمد على كفاءتهم وجهودهم في التعامل مع حالة ابني، كما أشكر كافة الكوادر الصحية العاملة في قسم جراحة الأطفال وذلك لما لمسته من رعاية صحية متميزة ولباقة في التعامل طيلة فترة تواجدنا بالمستشفى السلطاني" .
الجدير بالذكر؛ بأن هذه الظاهرة الطبية ما تعرف بـ جنين داخل جنين "Fetus in Feto " تم تشخيصها كأول مرة في عام 1808م، إذ تحدث بنسبة 1 من كل 500 ألف حالة ولادة حية على مستوى العالم، وتعد أشهر النظريات المفسرة لحدوث هذه الظاهرة هو ما يعرف بــ "التوأم الطفيلي" حيث أن هذه الكتلة تبدأ كجنين طبيعي لكنه يصبح مغلف داخل توأمه مع افتقاره إلى الحياة لعدم اكتمال نموه.