افتتح قسم العيون بمجمع السلمانية الطبية في فبراير 2017 عيادة الأطفال والنظر المتدني لمساعدة هذه الفئة من الأطفال على الإبصار وممارسة حياتهم اليومية دون الاعتماد على الآخرين.
رئيس قسم العيون بمجمع السلمانية الطبي د. محمد نعيم أكد لـ "الطبي" أن هذه العيادة ليس لها نظير في مملكة البحرين في المستشفيات العامة أو الخاصة، وأنها قدمت حلول علاجية للأطفال المصنفين أنهم من ضعاف النظر. واستطاعت ادخال البهجة للأطفال وذويهم الذين تحسن بصرهم واندمجوا في المجتمع.
وبيّنت اخصائي أمراض العيون د. أماني الزياني أن عدد المستفيدين من خدمات العيادة 182 طفلاً منذ افتتاحها وحتى نهاية عام 2018.
وبيّن د. محمد نعيم وهو استشاري أمراض العيون وجراحة الشبكية أن تأسيس العيادة جاء لتلبية حاجة. وأوضح: "في السابق كنا نرسل الأطفال المصابين بتدني النظر للعلاج في الخارج، وهي خطة مكلفة ماديًا. وبدأ الاستشاريون الذين سبقوني في رئاسة القسم بطرح الفكرة التي تحولت لمشروع وأصبحت عيادة بدأت ممارسة عملها منذ حوالي عامين".
د. الزياني: نرصد تدني البصر
وقالت اخصائي أمراض العيون د. أماني الزياني أن قسم العيون بالتعاون مع بقية الأقسام في وزارة الصحة يرصد ظواهر تدني البصر في الأطفال منذ الولادة وفي برامج المتابعة الصحية للأطفال، وبيّنت أن لدى الوزارة برنامج مسح للأطفال بالتعاون مع جهات عدة ومنها وزارة التربية والتعليم.
وأكد د. نعيم أن قسم العيون يحرص على استثمار العلاقة مع وسائل الإعلام المختلفة ومنها "الطبي" لنشر الرسائل التوعوية والتعريف بالخدمات الطبية التي يقدمها القسم لرعاية البصر.
وواصلت د. الزياني: "ملاحظة الوالدين للطفل مهمة جدًا خصوصاً في السنة الأولى التي يكون فيها الطفل عاجز عن الكلام. ففي الشهرين الأوليين من عمر الطفل يجب ملاحظة مدى تفاعله مع الوجوه، والأضواء فمع ملاحظة أي علامات سلبية يجب مراجعة العيادة للوقوف على حالة الطفل".
في عيادة تدني البصر يخضع الطفل لاختبارات متنوعة للتعرف على درجة الإبصار لدى الطفل. وبيّنت: "للأطفال الصغار جدًا لدينا اختبارات تعطينا نتائج تقريبية، أما من هم في سنوات أكبر فإن الاختبارات تعطي نتائج دقيقة".
د. نعيم: نعالجهم وندمجهم في المجتمع
وأكد د. نعيم أن أكثر أمراض العيون في الأطفال تكتشف خلال سنتين إلى سبع سنوات. وقال: "للتشخيص المبكر دور كبير في العلاج، وأغلب أسباب تدني البصر عيوب خلقية، وجزء منها تأتي من اصابات يتعرض لها الشخص، أو خضوعه لعملية في العين أثرت على النظر".
وعادت د. أماني الزياني الحلول العلاجية التي يقدمها القسم للطفل المريض، قائلةً: "يقيّم نظر الطفل بشكل دقيق على يد اخصائية البصريات حوراء أبو نصيب وهي متخصصة في تدني البصر وبإشراف طبيب، وعلى ضوء هذا التقييم يضع طبيب العيون العلاج المناسب وتحديد المساعدات البصرية المناسبة، من نظارة طبية، أو ميكروسكوب، أو العدسات المكبرة".
وأردفت: "يدرب اخصائي البصريات الطفل وأهله على استخدام الجهاز الذي يساعد الطفل على الحصول على أفضل تصحيح للبصر، وبعدها يحدد جدول دوري لمتابعة حالة الطفل".
ولفت د. نعيم أن جزء كبير من الأطفال يتضايق من الجهاز الجديد نظارة أو غيرها، ولكن بعد مدة طويلة يألف هذا الجهاز الذي يساعده على الإبصار. واستدرك: "للأسف بعض الحالات لا يمكن علاجها بالمساعدات المتوافرة حاليًا".
وأشار إلى أن عدد مرتادين العيادة منذ افتتاحها وحتى نهاية عام 2018 بلغ 182 طفلاً، واستفاد من المساعدات البصرية 90 % منهم.
وأكد أن دور العيادة لا يقتصر على العلاج فقط بل يتواصل لإدماج الأطفال المصابين بتدني البصر في المجتمع ومؤسساته المختلفة ومنها التعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وقال أن عيادة الأطفال والنظر المتدني تسعى لتحقيق هدفين وهما تحسين نظر الطفل المريض لأفضل مستوى ممكن، والحفاظ على البصر من التدني لأكثر من ذلك".
ووجه د. نعيم شكره لوزيرة الصحة الوكلاء، والاستشاريين السابقيين في قسم العيون وكذلك لبنك ستاندر تشارتد بنك الذين دعموا المشروع ونقلوه إلى أرض الواقع.
وختم بالقول: "بابنا مفتوح لكل طفل".