يعد الخوف والقلق عند الأطفال انفعالًا طبيعيًا يظهر في مراحل النمو المختلفة عندهم، وليس غريبًا ملاحظته عند كثير منهم من وقت لآخر، وقد يلتفت إليه بسهولة عند وجود خلافات أسرية أو عند انفصال أحد الوالدين أو ابتعاده رغم وجود مصادر أمان أخرى في الأسرة.
ورغم أن القلق غير السلبي إشارة إيجابية لتطور النمو الانفعالي عند الطفل، إلا أن استمراره بدرجة شديدة ومؤثرة بحيث ينعكس بشكل سلبي على الأداء في المنزل، المدرسة، وكذلك في العلاقات الاجتماعية، هنا لابد من طلب المساعدة والبحث عن مختص من أجل العلاج.
تطرق العلماء لفنيات متعددة وفعالة في علاج القلق عند الأطفال وهنا نورد بعضها ونؤكد على أهمية تطبيقها من خلال التدريب بواسطة مختص، ويوجه التدريب للطفل والوالدين معًا.
التدريب على المهارات الاجتماعية: يعتقد المنظرون أن القلق يكتسب ويتعلم عن طريق ملاحظة الآخرين القلقين وأن الطفل الذي يعيش ضمن أسرة قلقة سيكتسب قلقها، ولذا يرون أن العلاج ينطلق من خلال ملاحظة أشخاص يتفاعلون بطمأنينة ومن دون قلق، وقد اقترح العلماء تقنيات متعددة كلها تهدف للتدريب على المهارات الاجتماعية سنعرج على اثنين من أبرزها:
التعلم بالنمذجة: مشاهدة الشخص النموذج وهو يؤدي السلوك المرغوب بطريقة تكشف خطوات أداء السلوك، ويشترط في النموذج من أجل أن يكون أكثر تأثيرًا توفر صفات معينة فيه ومنها التشابه في العمر، الجاذبية، التعزيز الإيجابي للنموذج، ولكي يقلد الطفل والديه ينبغي قضاء وقت طويل معه خلال التنشئة المبكرة، مع توفر عنصر الجاذبية للطفل.
توكيد الذات: يستخدم لعلاج القلق الناتج عند بعض الأطفال بسبب السلبية أو العجز عن التعبير بحرية عن المشاعر في المواقف الاجتماعية، ويكون بالتدريب بقول كلمة لا مع تعبير ملائم عن القلق أو الغضب من دون سلبية أو عدوانية.
الاسترخاء العضلي: يطبق بمعدل ثلاث إلى أربع جلسات مع الأطفال، ويكون من خلال غلق راحة اليدين بقوة مع ملاحظة الانقباض في مقدمة الذراع ووضعها بعد ثوانٍ في مكان مريح وملاحظة ما يحدث من استرخاء، ثم الانتقال إلى أعضاء الجسم كله (توتر ثم إرخاء).
تقليل الحساسية التدريجي: تقسم المواقف المثيرة لقلق الطفل وتدرج حسب الشدة وتكون البداية بالأقل إثارة للقلق عنده، حيث يكون العلاج بتدريج التعرض ووضع سلم للقلق يتناول الزمن أو المسافة فلو كان عنده خوف من رؤية حيوان أليف يدرب الطفل القلق على رؤيتها من مسافة بعيدة وبعد 3 أيام يطلب منه المشي قربها ويشجع للنظر لها والتعامل معها والاقتراب منها، وهنا استجابة معارضة للقلق كالتشجيع والثناء والعناق، وفي الأطفال الأكبر سنا نستخدم الاسترخاء، وللتوضيح فإن العلماء يوصون بالتعرض التخيلي في البداية إذا كان شديدا ثم التعرض المباشر.
حسين محمد علي آل ناصر
أخصائي نفسي إكلينيكي أول
المملكة العربية السعودية