الترفيه عن التوحديين في ظل جائحة كورونا ....زينب أحمد جاسم

التحدي الأكبر الذي يعانيه أهالي التوحديين، والسؤال الذي يشغلهم، هو كيف يمكنك الترفيه عن ابنك التوحدي في ظل جائحة كورونا؟

التوحدي عاش فترة دون تدريب بسبب إغلاق المراكز بداية العام، وهو ما خلق فجوة في الدمج الصحيح والترفيه، والذي كان يمارس بشكل مستمر في مراكز التربية الخاصة، وحتى مع إعادة فتح المراكز فإن التدريب اقتصر على أقل عدد من الطلبة، ودون رحلات ترفيهية أو أنشطة جماعية داخلية .

مسؤولية الترفيه وممارسة الأنشطة الاجتماعية ألقيت على عاتق أولياء الأمور وذلك مراعاة  لتطبيق الإجراءات الإحترازية مع المُشَخصين باضطراب طيف التوحد والمسألة تكاد تكون صعبة بعض الأحيان، فهي مسؤولية كبرى تحتاج  لتخطيط، خصوصًا مع غياب برامج ترفيهية عامة، وإن وجدت فهي لا تتناسب مع كل الأعمار أو الحالات .

الترفيه لدى معظم العوائل أصبح إلكترونيًا، يقضي الطفل فيه جل يومه مع شاشة إلكترونية، تقلل من مهارة التواصل وهي معضلة كبرى .

الأهالي يعرفون الأنشطة الترفيهية التي يحبها أطفالهم داخل المنزل أو خارجه ويمكن ممارستها في حدود ضيقة ومسموحة، كزيارة حديقة حيوانات مع لبس الكمام الذي يشكل بحد ذاته تحديًا وليس هذا بجديد فحياة هذه الأسر طالما كانت مليئة بالتحديات التي يتجاوزونها بالإصرار الذي كان ولايزال يؤتي ثماره.

زيارة البحر واللعب بالرمل نشاط ترفيهي ممكن وفق مساحة معينة دون التشارك مع الآخرين في الأدوات، ويمكن اللعب بالأصداف، أو جلبها للمنزل وتلوينها أو حتى تصنيفها حسب الأشكال والأحجام .

يمكن أيضًا جلب حوض سباحة في المنزل مع الأخذ بالاعتبار أن بعض الاطفال قد لا يفضلون السباحة، حتى أنهم يخافون من الماء.

اللعب بالصلصال أو المطاط وهي من الألعاب القديمة التي تتوارثها الأجيال، ولا ننسَ أنها من الألعاب المهمة لتقوية عضلات اليد والأصابع، وتمارس في المراكز في مهارات العلاج الوظيفي .

من خلال الأنشطة الترفيهية يمكن تعليم الطفل التوحدي مهارة جديدة عن طريق اللعب، فمعظم الأطفال يعشقون المهارات اليدوية، ومنها الزراعة وممارستها بزراعة بعض الشتلات الصغيرة وريها بصورة مستمرة، وذلك يسعد الطفل ويعلمه الصبر .

 لعب كرة القدم داخل حدود المنزل لعبة جميلة بمشاركة الأخوة والأب وتنافسية مع إحصاء عدد الأهداف وإعطاء هدية للطفل في حال فوزه .

الألعاب التراثية القديمة مثل لعبة "السكونة" مع الغناء، إذ الإعداد لها وممارستها في حيز ضيق أيضًا، فيمكن وضع كارتون أو حتى شراء أحد الألعاب الجاهزة "لعبة الحية" والتي تعلم مفهوم الفوز والهزيمة والتقدم والتراجع، ويمكن تعرفيه من خلالها بالألوان ومهارات الحساب من خلال حجر النرد.

الجمع بين الترفيه عن التوحديين في مساحة صغيرة والحفاظ على سلامتهم بتعقيم الأدوات والألعاب وغيرها من الاحترازات ممكن مع استثمار التحدي إلى محطة لابتكار أنشطة ترفيهية.

 

 

زينب أحمد جاسم

أم لطفل توحدي