الأنف والجيوب الأنفية متصلة بالأذن الوسطى عبر قناة استاكيوس الضيقة التي لها فتحتان، فتحة خلف الأنف وفتحة في الأذن الوسطى. ويتصل الأنف كذلك بالبلعوم، وتبعاً لذلك فإن ما يحدث من احتقان أو التهاب في الأنف والجيوب الأنفية ينعكس على الأذن الوسطى والبلعوم أيضًا.
الارتباط التشريحي الوثيق تكشفه بوضوح أعراض كثيرة فهناك من يعاني من جفاف البلعوم صباحًا عند الاستيقاظ من النوم أو يشعر بالعطش والجفاف وذلك يعود لفتح الفم أثناء النوم لوجود إحتقان وانسداد الأنف.
وقد يعاني البعض من ألم الأذن والشعور بوجود ضغط عليها بسبب انسداد قناة استاكيوس الواصلة بين الأنف والأذن الوسطى.
الجيوب الأنفية تتسبب في انسداد الأنف أيضًا، ويعد أفضل علاج لها استعمال غسول الأنف الملحي حيث أن الملح يسبب تقليل الإفرازات وفتح مجرى الأنف والجيوب، والماء يغسلها وبالتالي كلما تخلصنا من هذه الإفرازات كلما أعطينا فرصة للجسم لترميم أغشية الأنف وعودتها لوضعها الطبيعي. والعكس صحيح فبقاء الإفرازات يهيج الأغشية الأنفية أكثر ويزيد التهابها وهكذا تزيد الإفرازات أكثر.
البُعد عن مهيجات الأغشية الأنفية مهم وهي تختلف من شخص لآخر ومن مهنة لأخرى. مثلاً كثيراً من مراجعاتي في العيادة هن خبيرات تجميل وصباغة شعر ويشعرنَ باحتقان في الجيوب بسبب تعرضهن للمواد التي يستعملنها طول اليوم في عملهن.
في العلاج تأتي الأدوية في المقام الثاني وتبدأ ببخاخات الأنف التي تختلف من حالة لأخرى ثم إذا لم تحدث تغيير واضح ننتقل لوصف الأدوية مثل الأقراص وربما المضادات الحيوية.
ولتجنب كل ذلك أؤكد على ضرورة الابتعاد عن مسببات المشكلة وإن حدثت فسارع لإقفال دائرتها - التي تبدأ بالاحتقان، ثم الالتهابات وبدورها تطلق افرازات ترفع درجة الاحتقان أعلى - لا تستهن ببساطة المحلول الأنفي لأنه يغلق الدائرة.
وختامًا أود الإشارة إلى أن العملية الجراحية لا تمنع الالتهابات إلا إذا كان هناك انحراف في الغضروف يسبب تضيق في مجرى الأنف والجيوب وفي هذه الحالة لا ينفع العلاج بالغسول ولا الأدوية. وترتفع أهمية الإجراء الجراحي مع انسداد فتحات تصريف الجيوب إذا استمر الالتهاب وأصبحت الأغشية سميكة بالدرجة التي تعيش فيها البكتيريا ولا يستطيع المضاد تخللها.
د. حكيم العريبي
استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة