التوحديون وفهم لغة الجسد ... ريحانة حبيل

عندما يميل الشخص أثناء المحادثة أو يتراجع خطوة إلى الوراء ويعقد ذراعيه، فهذا يعبر عن لغة الجسد، وهي جزء حيوي من التواصل البشري.

وجد باحثون في معهد "ديل مونتي" لعلم الأعصاب بجامعة روتشستر أنّ الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد قد لا يعالجون دائمًا حركات الجسد للأشخاص الآخرين بشكل فعال، لا سيما إذا تشتت انتباههم بسبب شيء آخر. كانت هذه نتيجة لدراسة جديدة منشورة في موقع "ساينس ديلي" في يوليو 2022م.

قالت إميلي نايت المتخصصة في طب الأطفال وعلم الأعصاب: "إنّ القدرة على قراءة لغة جسد شخص ما والاستجابة لها أمر مهم في تفاعلاتنا اليومية مع الآخرين". وأضافت: "في التوحد تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه عندما يتشتت انتباه الأطفال المصابين بالتوحد بسبب شيء آخر، فإنّ أدمغتهم تعالج حركات الشخص الآخر بشكل مختلف عن أقرانهم."

باستخدام مخطط كهربية الدماغ (EEG)، سجل الباحثون موجات دماغ الأطفال المصابين بالتوحد وغير المصابين بالتوحد أثناء مشاهدتهم مقاطع فيديو لنقاط متحركة تم ترتيبها لتبدو وكأنها شخص. في مقاطع الفيديو هذه، تم تحريك النقاط لتمثيل أفعال مثل الجري أو الركل أو القفز، وفي بعض الأحيان تم تدويرها في اتجاهات مختلفة أو خلطها بحيث لا تتحرك مثل شخص. طُلب من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عامًا إما التركيز على لون النقاط أو التركيز على ما إذا كانت النقاط تتحرك مثل شخص. وجد الباحثون أنّ الأطفال المصابين بالتوحد لم يتمكنوا من فهم النقاط عندما تتحرك مثل شخص، لأنهم كانوا في نفس الوقت يركزون على لون النقطة.

قالت نايت: "إذا كان دماغهم يعالج حركات الجسم بشكل أقل، فقد يواجهون صعوبة في فهم الآخرين، ويحتاجون إلى إيلاء اهتمام إضافي للغة الجسد لرؤيتها". معرفة هذا يمكن أن يساعد في توجيه طرق جديدة لدعم الأشخاص المصابين بالتوحد.

وقال جون فوكس المؤلف الرئيسي للدراسة "هذا دليل إضافي على كيفية تعامل دماغ شخص مصاب بالتوحد مع العالم من حوله".

 

 

هذا البحث هو خطوة حيوية في خلق مساحة أكثر شمولاً للأشخاص المصابين بالتوحد من خلال إعطاء لمحة عن كيفية معالجة دماغهم لجزء غير لفظي من التواصل.

 

 

ريحانة حبيل

قيادية تربوية


pdfmedical