ثلاث صادات: صعوبات تعلُّم.. صرع.. وصورة .... ريحانة حبيل

الصّرع حالة عصبية قد تصيب أي شخص، لكن ما مدى ارتباطها بصعوبات التعلم؟! ستُتيح لنا السُّطور القادمة فرصة استكشاف الخطوط العريضة في هذا الموضوع بصورة مبسطة.

في مقالٍ منشور بموقع الأخبار الطبية وعلوم الحياة (ديسمبر ٢٠١٦م) أكّد خبراء من جامعة هيرتفوردشاير إنّ الاضطراب الحاد في الإدراك يعرّض الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم إلى جانب معاناتهم من الصّرع للخطر.

 

تظهر الإحصائيات أنّ حوالي 1 من كل 5 أشخاص يعانون من صعوبة في التعلم يُصابون أيضًا بالصرع، مما يجعله أكثر الحالات العصبية شيوعًا لدى الأشخاص من تلك الفئة.

 

تقول د. سيلفانا مينجوني من مركز الخدمات الصحية والبحوث السريرية بجامعة هيرتفوردشاير: "نظرًا لقلة الأبحاث في هذا المجال، فإنّ هناك حاجة ماسة إلى تحسينات في التعليم، التواصل، والتعاون بين الأشخاص الذين يعانون من الصرع وصعوبات التعلم، ومقدمي الرعاية لهم".

 

بشكلٍ عام، يتم تشجيع الأشخاص المصابين بالصرع على إدارة حالتهم بأنفسهم، والقيام بأنشطة مثل تناول الأدوية في الوقت المحدد، وممارسة التمارين الرياضية الكافية وطلب المساعدة عند الحاجة. بالنسبة للأشخاص العاديين، يُعّد الحفاظ على صحتهم واستقلالهم قدر الإمكان جزءًا رئيسيًا من نجاحهم في التعامل مع المرض. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون أيضًا من صعوبة في التعلم، فإن هذا المستوى من الإدارة الذاتية لا يتوقعه الأطباء دائمًا أو مقدمو الرعاية، وبالتالي فإن الدعم الإضافي الذي يحتاجونه ليس متاحًا دائمًا.

 

على سبيل المثال، تظهر الأبحاث أنه في حين أن 30 %  فقط من عامة الناس المصابين بالصرع يعانون من نوبات عند تناول الأدوية، فإن هذه النسبة تقفز بشكل كبير إلى 70 % لمن يعانون من صعوبة في التعلم، مما يبرز الحاجة إلى دعم إضافي.

 

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم والصرع، يمكن أن تكون النوبات شديدة ومتكررة ويصعب السيطرة عليها بالأدوية. ونتيجة لذلك، يمكن أن يكون للصرع تأثير سلبي كبير على حياتهم اليومية، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة دخول المستشفى، وتكاليف الرعاية الصحية والاجتماعية والوفيات.

 

تشير دراسة منشورة حديثة أجرتها د. مينجوني وزملاؤها إلى أن إحدى الطرق لمساعدة هؤلاء المرضى هي استخدام كتاب مصور بسيط لمساعدتهم على فهم الصرع بشكل أفضل وأهمية الإدارة الذاتية للحالة، فضلًا عن تحسين التواصل مع مقدمي الرعاية.

زودت دراسة التدخل الصامت للصرع في صعوبات التعلم المشاركين بكتيب بعنوان "التعامل مع الصرع". استخدم المشاركون الكتاب مع باحث مدرب ومقدم رعاية حاضر قبل أن يُطلب منهم استخدامه مرتين على الأقل خلال 20 أسبوعًا في حياتهم اليومية.

وجدت الدراسة أن الكتيب تم تقبله بشكل إيجابي من المشاركين مما يشير إلى أن هناك حاجة لمزيد من المعلومات المخصصة للتعليم والإدارة الذاتية والتي لا يتم تلبيتها من خلال الممارسات الشائعة.

 

خُلاصة الموضوع أفضت إلى وجود حاجة ملحة لتحسين الاتصال بين المتخصصين في الرعاية الصحية والأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم فيما يتعلق باتخاذ القرار بشأن إدارة الصرع. لذلك، فإنّ الكتيب موضوع الدراسة أثبت قدرته على تزويد الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم بالمهارات والثقة لإدارة نوبات الصرع بشكل أفضل، وتمكينهم وتحسين نوعية حياتهم بشكل عام.

 

فالصورة لها تأثير سحري لا سيما على الفئات التي تحتاج لرعاية خاصة، فهي تُترجم المعاني اللفظية التي قد يراها الفرد طلاسم غير مفهومة إلى ملامح واضحة قد تم التعبير عنها عن طريق الصور.

 

ريحانة حبيل

اختصاصية صعوبات تعلم