فيتامين د... د. سيد محمود القلاف

فيتامين د هو أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون ويوجد منه نوعين نباتي (فيتامين د2) وحيواني (فيتامين د3)، كما يمكن تصنيع فيتامين د3 في الجسم عن طريق التعرض لأشعة الشمس. وكلا النوعين من هذا الفيتامين غير نشط بيولوجياً ولكن يتم تنشيطهما بعد الامتصاص عن طريق سلسلة من التفاعلات البيوكيميائية في الكبد والكلى، ولذلك يكون مرضى الكبد والكلى في خطر الإصابة بنقص هذا الفيتامين.

الأشخاص الآخرون الذين هم تحت خطر الإصابة بنقص فيتامين د: ذوي البشرة الداكنة ومن لا يتعرضون بشكل كافٍ لأشعة الشمس وكذلك من لديهم أمراض تعيق امتصاص هذا الفيتامين مثل التهابات القولون.

المصادر الغنية بفيتامين د هي منتجات الألبان والبيض والأسماك الدهنية مثل السالمون والتونا والسردين.

الوظيفة الفسيولوجية الرئيسية لفيتامين د هي المحافظة على مستوى الكالسيوم في الدم والعظام عن طريق زيادة امتصاصه من الجهاز الهضمي إلى الدم، وتقليل طرده عن طريق الكلية وذلك بزيادة إعادة الامتصاص، كما يلعب دوراً في نقل الكالسيوم من العظام إلى الدم عند نقص مستواه. كما يعتقد أن لفيتامين د دوراً في وظائف العديد من أجهزة الجسم الأخرى مثل جهاز المناعة والجهاز العصبي والجهاز الدوري.

نقص فيتامين د يسبب لين وهشاشة العظام لدى الكبار والذي قد يصاحبه ضعف وألم في العظام والعضلات، ونقص فيتامين د لدى الأطفال يسبب مرض الكساح والذي من أعراضه ألم وتشوه في عظام الطفل المصاب وتكون هذه العظام قابلة للكسر بسهولة، لذلك يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د لمنع أمراض العظام لدى الصغار والكبار.

كما وجدت دراسات أن المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية (مثل الاكتئاب والفصام والتوحد) وكذلك الأمراض العصبية (مثل التصلب اللويحي) عادة ما يكون لديهم نقص في فيتامين د. وكذلك أشارت دراسات أخرى إلى ارتباط العديد من الأمراض المزمنة مثل السكري والروماتيزم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان بنقص فيتامين د. ولكن هذه الدراسات لم تثبت أن تناول فيتامين د يقلل من احتمالية الإصابة بهذه الأمراض، ولكن أوصت بتناوله باعتدال من مصادره الطبيعية. ولكن من المثير للاهتمام ما أثبتته بعض الدراسات من أن تناول المستحضرات الدوائية المحتوية على فيتامين د يقلل بشكل كبير من الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي التي تسببها ميكروبات لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة أو حتى طبيعية من هذا الفيتامين.

لعل فيتامين د هو أكثر الفيتامينات التي يدور حولها جدل كبير وينسب لها الكثير من الفوائد إلا أن أكثرها ليس له دليل أو أن الدليل عليه ضعيف ولا يعتد به، لذلك توجد هناك حاجة لإجراء دراسات سريرية معمقة تربط بين مستوى فيتامين د في الدم مع الفائدة المنسوبة إليه وليس بتناوله فقط.

من الآثار التي يجب الحذر منها عند تناول المستحضرات الدوائية المحتوية على فيتامين د هي قابليته على إحداث تسمم وأخطر أعراضه زيادة مستوى الكالسيوم في الدم وما يصاحب ذلك من مضاعفات على القلب والجهاز العصبي والجهاز الهضمي. وتجري حالياً العديد من الأبحاث على بدائل أو شبيهات فيتامين د التي لها تأثير أقل على مستوى الكالسيوم في الدم.

 

 

د. سيد محمود القلاف

برنامج الصيدلة

جامعة البحرين