مع حلول فصل الشتاء يبدأ الكثير بالقلق من أمراض البرد والانفلونزا أما بالنسبة للذين يستخدمون صوتهم كعمل مثل الخطباء، والمدرسين والممثلين وغيرهم ممن تتطلب وظيفتهم استخدام الصوت بشكل دائم يعتبرونه مثل الكابوس فهو وقت مرهق بالنسبة لهم فتراهم يسعون جاهدين للحفاظ على صحتهم خوفًا من تأثير المرض على الصوت لأنه يعتبر مصدر رزقهم.
تدخل الأحبال الصوتية في أصعب موسم، فهي تفضل الهواء الدافئ الرطب لذلك عندما يصبح الطقس باردًا وجافًا يمكن أن تصبح الأحبال الصوتية جافة مما يجعلك أكثر عرضة للإرهاق الصوتي والتهابات الحلق.
فيما يلي 10 خطوات يمكنك اتباعها في هذا الشتاء للحفاظ على حبالك الصوتية سليمة قدر المستطاع:
تنفس من خلال أنفك: هذه من أهم العادات التي يجب أن تلتزم بها، والشتاء هو أفضل وقت للالتزام بها. يعمل الأنف على توفير الرطوبة والدفء للهواء الداخل إلى الحلق والرئتين، بالإضافة إلى ذلك، يقوم الأنف بتصفية مسببات الحساسية والفيروسات والجراثيم بطريقة لايستطيع فمك القيام بها.
اشرب الكثير من الماء: طوال اليوم! كما ذكرنا أن الهواء في الشتاء يكون جافًا أكثر من المعتاد لذلك يمكن الضغط على أحبالك الصوتية بسبب الرطوبة المنخفضة نسبيًا. أضف إلى ذلك حقيقة أننا جميعًا نميل إلى شرب الكثير من القهوة والشاي للشعور بالدفء مما يزيد من الجفاف، كما أوصي بالابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول لما لها من التأثير نفسه، لذا اشرب 8 أكواب من الماء يوميًا. بعض الدراسات توصي بتجنب منتجات الألبان قبل استخدام الصوت لفترة طويلة.
حافظ على جهازك المناعي قويًا: الأكل الصحي وممارسة الرياضة، حيث أن الكثير من الناس لا يمارسون الرياضة ولا يأكلون طعامًا صحيًا كما هو الحال في كثير من الأحيان عندما يصبح الطقس باردًا، لذا يجب أن تكون مهتمًا بصحتك الجسدية لأنه سيعطي جسمك وصوتك فرصة أفضل لتجنب المرض.
بخار الماء أفضل صديق: يعمل البخار على الترطيب المباشر للأحبال الصوتية والذي لا يستطيع الماء أو أي مشروب آخر أن يعمله لأنهم لا يلمسون الأحبال الصوتية بشكل مباشر. البعض يستخدم جهاز الترطيب في غرفة النوم والبعض الآخر يحمل جهاز البخار المحمول معه دائمًا.
تجنب إجهاد صوتك: من المهم دائمًا تجنب الوصول إلى المرحلة التي يصبح فيها صوتك مرهقًا، أما في الوقت الذي تكون فيه مريضًا احرص على منح صوتك فترة راحة، وتجنب الحديث لفترات طويلة، تأكد أيضًا من التحدث بمستوى صوت عادي، حاول أن تتجنب الكلام في الأماكن الصاخبة لأن ذلك يؤدي إلى رفع الصوت وإجهاده دون إدراك مما قد يسبب الضرر لحبالك الصوتية.
مرن حبالك الصوتية: قبل أن تقوم بالتدريس أو إلقاء الخطبة أو الإنشاد احرص على القيام بتمارين الإحماء، لما لها من أثر على قوة وصفاء الصوت. تمرين بسيط: خذ نفسًا عميقًا من أنفك واخرج صوت (م) واستمر قدر المستطاع.
أقلع عن التدخين للأبد: بالتأكيد أن أفضل وأسرع طريقة لتدمير صوتك بشكل دائم هو التدخين، غسلك الحبال الصوتية بالتبغ والنيكوتين والمواد الكيميائية والحرارة يؤدي إلى حدوث التهابات وتورمات قد تتطور لسرطان الفم والأنف والحلق والرئتين. كما عليك تجنب البخار والرائحة المتصاعدة من مواد التنظيف.
عالج مشاكل المعدة: يمكن أن تتسبب الأحماض المرتجعة من المعدة إلى الحلق في إتلاف الأحبال الصوتية، تشمل علامات الارتجاع الحمضي تكرر حرقة المعدة أو الفؤاد، وطعم سيء في فمك في الصباح، والانتفاخ أو التجشؤ المتكرر، وتورم في مؤخرة الحلق، وبحة متكررة في الصوت. استشر طبيبًا للمساعدة.
حارب رغبتك في النحنحة: كثرة النحنحة لتصحيح الصوت هو تصرف خاطئ لكونها تؤدي إلى جرح الأحبال الصوتية على الرغم من أنها تقوم بتصفية الصوت وتزيل البلغم في الحلق لكنها قد تلحق أضرارًا بالصوت على المدى البعيد مما يؤثر على صفائه. لتجنب النحنحة اشرب الماء وابلع الريق.
استمع إلى نداء صوتك: يمكن أن تشير بحة الصوت إلى شيء بسيط مثل الحساسية أو شيء خطير مثل سرطان الحنجرة. إذا استمرت البحة لديك لأكثر من بضعة أسابيع، خاصة إذا كنت مدخنًا أو إذا لم تكن لديك أعراض شبيهة بالبرد فحدد موعدًا مع طبيب الأنف والأذن والحنجرة أو اخصائي الصوت.
إذا التزمت بهذه التعليمات أنا على يقين أن صوتك سوف يشكرك في نهاية الشتاء.
علي الحايكي
أخصائي نطق