طفلكِ يجد صعوبة في التركيز.. هل يكره الاحتضان والمُداعبة؟
طفلكِ لا يشعُر بالألم.. ويكره لمس شعره، غسله أو قصه؟ طفلكِ يرفض الذهاب إلى المُجمعات التجارية.. يكره الصخب، يقوم برفرفة يديهِ والدوران حول نفسه؟
وغيرها من العلامات والأعراض التي قد تبدو غريبة لديكِ ولدى المُجتمع.
لماذا لا يشعُر طفلي بما يجري حوله؟ و كيفَ يُمكنني أن أُعزز إحساسه؟ وكيفَ يُمكنني أن أتغلب على هذهِ المشاكل الحسية لديه؟
ببساطة هذا ما يُعانيهِ مُعظم المصابين باضطراب التوحد أو فرط الحركة أو غيرها وهذا الأمر لا يدعو للقلق والتوتر والتفكير.
فهذا ما يعانيهِ طفلكِ يُسمى بِـ "اضطراب التكامل الحِسي" وسببه هو وجود خلل في المعالجة الحسية التي تدخل لجسم الإنسان.
أما عن نظرية التكامل الحسي وضعتها الدكتورة جين إيريس عند ملاحظتها لوجود عدة صفات مُشتركة بين أطفال صعوبات التعلم.
بدأت نظرية جين إيريس في القرن الماضي حول مشاكل الحواس الخمسة ومع تطور نظريتها وصولاً إلى "علاج التكامل الحسي" وأوضحت أن هُناكَ حاستان إضافيتان لدى الإنسان وهما:
"الحاسة السادسة" حاسة الجهاز الدهليزي المسؤول عن توازن الجسم.
"الحاسة السابعة" حاسة الأوتار الموجودة على مفاصل الجسم التي تُعطي للجسم وضعيته.
لهذا السبب نجد الطفل المصاب بالتوحُد أو الذي يعاني من اضطراب الكلام واللغة وصعوبات التعلم يكون ضعيف في المهارات الحركية الدقيقة مثل الكتابة والقص ولديهِ ضعف في المهارات الحركية الكبيرة كالركض وركوب الدراجة وقد تظهر أعراض أخرى مثل: مضغ كُل شيء أمامه والعكس تماماً قد لا يُرضيه أي نوع من أنواع الطعام ولا يتقبل الطعام الجديد.
وقد لا يشعُر بالألم والعكس صحيح قد يتألم لأتفه الأسباب.. قد يكره الضوضاء والضوء الشديد وغيرها من الأعراض التي سبق لي ذكرها في مقدمة المقال.
إذن، كيف يُمكننا معالجة الخلل الموجود عند الطفل؟
العلاج يكون عن طريق تحسين قُدرة الجهاز العصبي على الاستقبال الصحيح والمعالجة الصحيحة للمؤثرات الحسية التي تصل للدماغ.
ولأن الطفل التوحدي لديهِ ذاكرة بصرية ممتازة يجب على المعالج أو الأم إيجاد وسيلة تواصل بينهُ وبين المريض، مثلاً عن طريق استخدام الصور التعبيرية إذا كان الطفل غير ناطق أو عن طريق الكلام إن كان ناطقاً، حتى يتسنى لهُ التعبير عن قبوله أو رفضه للنشاط الحسي.
وتوفير بيئة حسية ملائمة لحل المشكلات الحسية ومشاكل التوازن التي يعاني منها الطفل، مثلاً مرجحة الطفل، تدليك جلد الطفل والإستماع لموسيقى هادئة جداً مع الضوء الخافت المريح، وتعريض الطفل لملامس مختلفة، واستخدام كرات الجم الكبيرة Sensory ball .
وغيرها من الأنشطة الأخرى مثل حمل الأثقال، السحب أو الدفع ويتوجب تقديمها للمريض من خلال جو المرح واللعب.
العلاج بالتكامل الحسي Sensory integration therapy من أكثر طرق التدخل المبكر التي أثبتت فعاليتها بجدارة في تخفيف أعراض اضطراب التوحد وتحسين قدرات المصابين باضطراب ADHD وصعوبات التعلم ، كذلك الأطفال الذين يعانون من التأخر اللغوي.
زهراء داوود
أخصائية تعديل سلوك