التحنيط هو حفظ جثث الموتى باستعمال مواد كيميائية حتى يبقى الجسم محافظًا على مظهره، وذلك لأسباب دينية أو طبية أو لنقل الجثة من مكان إلى آخر فيمنع ذلك تعفنها وتحللها.
تكشف الدراسات الحديثة أن التحنيط قد يرجع إلى عصور ما قبل تاريخ 1400 إلى 3500 قبل الميلاد، وكانت العقيدة الأساسية للتحنيط قديمًا هي الحفظ على الجسد مثالي حتى يتمكن من الدخول إلى الحياة الأخرى ككيان كامل.
كان التحنيط سائدًا في بعض الحضارات وأشهرها الحضارة المصرية وتبدأ مراسيم التحنيط بتفريغ البطن من الأعضاء الداخلية، ثم ينقع الجسم في مادة النطرون لمدة 70 يومًا وهي مادة مكونة من ملح كربونات الصوديوم عشاري الهيدارات مع بيكربونات الصوديوم بالإضافة إلى كميات صغيرة من كلوريد الصوديوم، بعدها تستخدم مادة القار والمواد الراتنجية والتوابل والعطور لملأ تجويف البطن ثم يلف بطبقات من الكتان المغمور بأكسيد الحديد الأحمر ويستخدم شمع العسل كمادة لاصقة.
حديثًا وحتى أواخر القرن التاسع عشر استخدم الزرنيخ لحفظ الأجسام خاصة إبان الحروب لحفظ جثث الجنود وهي مادة شديدة السمية، تم استبدالها بالفورمالديهايد الذي أضيف إليه مواد حافظة أخرى كالجلوتاردهايد والفيينول حيث تعمل هذه المواد على وقف نمو البكتريا وتحلل الجثة ومادة الجليسرين للترطيب، يضخ هذا الخليط خلال أحد الشرايين الرئيسية الموجودة في الجسم، ويتم إخراج الدم من أحد الأوردة.
تستغرق العملية 20 دقيقة إلى 40 دقيقة وتعتمد على المدة التي بقت فيها الجثة بعد الوفاة وعلى أسباب الوفاة، وما أن يتحول السائل الذي يخرج من الوريد من اللون الأحمر إلى اللون الوردي الفاتح يعرف المحنط ان عملية التحنيط قد تمت ويبدأ بخياطة مكان الشريان والوريد وإذا كان التجويف البطني والصدري منفتح فيتم إخراج الهواء بعمل ثقوب فيه ومن ثم خياطتها.
أما الجثث المتقطعة أو المحترقة فيصبح من الصعب اتباع الطريقة السابقة حيث لا يوجد مسار متصل ما بين الشرايين والأوردة فيتم التحنيط عن طريق وضع قطع من الشاش المغمور بالمحلول في تجاويف الجسم ثم لفها بقطع من الأقمشة المغمورة بالمادة.
عملية التحنيط السابقة ليست فعاّلة إلى الجثث التي تحنط للمجالات الطبية والعلمية، فمادة الفورمالدهايد مادة سامة ورائحتها نفاذة كما تؤدي إلى تيبس المفاصل والعضلات وتفقد طبقات الجسم والأعضاء ألوانها الطبيعية فيصبح صعبًا على طلاب الطب التدرب عليها.
ثيل (Theil) طريقة جديدة تم ابتكارها حديثًا، تم استخدام خليط من المواد الكيميائية التي تحتوي على نسبة بسيطة من الفورمالدهايد مما ساهم في تطور عمليات الجراحة وظهور طرق حديثة مبتكرة انصبت في مصلحة المرضى.
أمل الصائغ
فنية مختبر تشريحي