حمض الفوليك هو أحد الفيتامينات الذائبة في الماء وتطلق عليه بعض المصادر فيتامين ب 9. يعمل حمض الفوليك كعامل مساعد في التفاعلات البيوكيميائية اللازمة لصناعة الأحماض النووية والأمينية، ولذلك فإن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى تعطل تكاثر الخلية وكذلك خلل في وظائف الأيض لديها.
في العام 1930 توصلت الطبيبة البريطانية لوسي ويلز إلى التفريق بين نقص حمض الفوليك وفيتامين ب 12 على الرغم من التشابه الكبير بين أعراضهما، وبعد ذلك تم التعرف على التركيب الكيميائي لهذا الفيتامين والتعرف على أهميته والأمراض المرتبطة بنقصه. يتواجد حمض الفوليك في كبد الحيوانات وبعض الفواكه مثل البرتقال والأفوكادو والبابايا والخضراوات الورقية مثل الخس والسبانخ والبقوليات مثل الفاصوليا والعدس وكذلك المكسرات.
تختلف الكمية الموصى بها يومياً أو غذائياً لحمض الفوليك حسب عمر الشخص وجنسه وحالته الصحية. ومن أسباب نقص حمض الفوليك عدم تناول الأطعمة المحتوية عليه في حالات مثل المجاعة أو لدى المرضى المدمنين، وهذا يعتبر غير مألوف. هناك أيضاً بعض الأدوية التي تسبب هذا النقص مثل دواء الميثوتريكسيت (methotrexate) المستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان والروماتزم، ولذلك يجب على المرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية تناول حبوب حمض الفوليك لتجنب أعراض نقصه. يسبب حمض الفوليك فقراً في الدم (أنيميا) وعادة ما تكون خلايا الدم الحمراء كبيرة الحجم ولكنها ليست تامة النضج وغير قادرة على الانقسام والتكاثر. الأنيميا التي يسببها نقص حمض الفوليك مشابهة لتلك التي يسببها نقص فيتامين ب 12 ولكن نقص حمض الفوليك لا يصاحبه أعراضاً في الجهاز العصبي.
الدور المهم الذي يلعبه حمض الفوليك في صناعة الأحماض النووية ولما لذلك من أهمية في عملية انقسام الخلية وبالتالي تكون الجنين ونموه ينعكس على أهمية المحافظة على تناوله لدى الشابات وبالتحديد المتزوجات منهن خصوصاً إذا عرفنا أن أغلب حالات الحمل تكون غير مخطط لها. هناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن نقص حمض الفوليك لدى النساء الحوامل مرتبط ارتباطاً وثيقاً ومباشراً بزيادة حالات التشوه الخلقي في المخ والحبل الشوكي لدى الأجنة، ونتيجة لهذه الدراسات توصي المنظمات والمؤسسات التي تعنى بصحة الأم والطفل بأن تتناول الأمهات أثناء فترة الحمل حبوب حمض الفوليك بشكل يومي وذلك لتجنب نقصه وما يترتب على ذلك من حدوث أي تشوه للجنين. وفيما عدا فترة الحمل ينصح بالحصول على حمض الفوليك من مصادره الطبيعية وليس من الأدوية.
العديد من الدراسات وجدت أن هناك ارتباطاً بين نقص حمض الفوليك وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين والذي يعد عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب، وأن تناول حمض الفوليك يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. هناك فوائد أخرى تم ذكرها لحمض الفوليك إلا أنه ليس هناك دليل عليها من قبل الدراسات السريرية أو أن الدليل ضعيف ولا يعتد به.
د. سيد محمود القلاف
برنامج الصيدلة
جامعة البحرين