كثيرون منا يفهمون معنى السلامة والصحة البدنية الجسمية ولكننا نجهل بطريقة أو بأخرى أثر وأهمية الجوانب النفسية، وفي عالمنا العربي برمته تنعدم أو تكاد ثقافة الصحة النفسية
قد تجد المرأة أو الرجل يهرول نحو المستشفى يحمل بين يديه طفله المصاب بالحمى أو بارتفاع في درجة الحرارة، لأنه يدرك أن طفله بحاجة للعلاج ودواء يداهم ويقضي – كمثال – على فيروس الأنفلونزا ليعود بصحة جسدية تامة، لكن نفس هذه الأم أو هذا الأب قد تجده يجهل بشكل تام الصحة النفسية لطفله، فتجده يمارس ضد طفله أعمال تقضي على موهبته وتنهي تميزه وتدمر تفكيره السليم، عندما يتهكم ويسخر الأب من طفله ومن كلماته ومن مستوى تفكيره، فهو يؤسس لخوف صغير في قلب الطفل سرعان ما يكبر مع كل مرحلة ينمو فيها ويكبر ويتقدم في العمر..
الصحة النفسية لأطفالنا لا تقل أهمية عن الرعاية الجسدية، ويجب على كل أم وأب أولًا معرفة أنه في البعض من الأحيان يقع الأطفال فريسة للمرض الجسدي بسبب دمارهم النفسي، بسبب ويلات وآلام وهموم تفترس قلوبهم الغضة الصغيرة، ولا يتسبب في العادة بكل هذا الوجع الداخلي المخفي إلا أم أو أب لا يفهم ولا يعرف كيف يتعامل مع طفل صغير غض في مقتبل حياته، أجد أنه الرعاية النفسية للسلامة النفسية لأطفالنا أولوية بالغة، ومعها تأتي أهمية الفحص والكشف على أطفالنا والتأكد من سلامتهم وأنهم في كاملة صحتهم النفسية.
فاطمة المزروعي
الإمارات العربية المتحدة