نعى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د. تيدروس أدهانوم غيبرايسوس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وقال إن إرث سموه في تعزيز الصحة للجميع لا يُنسى.
وقال في تغريدة له باللغة العربية على موقع تويتر، "يؤسفني جدًا سماع نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وكان لي شرف لقاء صاحب السمو الملكي شخصيًا، لقد كان قائدًا بارزًا ومؤيد للصحة للجميع".
وعزى د. غيبرايسوس للعائلة المالكة الكريمة وحكومة وشعب مملكة البحرين، قائلاً: "في العام الماضي خلال الدورة الثانية والسبعين لجمعية الصحة العالمية، قدمت لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة جائزة مدير الصحة في منظمة الصحة العالمية، تقديرًا لقيادته السياسية المتميزة في تعزيز الصحة للجميع. لن ننسى أبداً هذا الإرث".
القائد العالمي
رسخ صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء صورة البحرين العالمية على عدة مستويات ومنها ريادة المملكة في المجال الصحي والطبي. واستحق لقب قائد عالمي في المجال الصحي الذي منحته إياه منظمة الصحة العالمية في مايو 2019، وذلك خلال اجتماعات جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعين المنعقدة في قصر الأمم المتحدة بجنيف، بحضور د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة، ورؤساء دول وحكومات ووزراء الصحة من الدول الأعضاء في المنظمة والبالغ عددها 194 دولة.
جاء هذا التكريم تقديرًا لدور سموه الرائد في النهوض بقطاع الصحة العامة في مملكة البحرين، وتكريمًا لإسهامات سموه ومبادراته وما حققه من نجاحات وإنجازات في مجال الصحة.
ويُعد سموه أول قائد عالمي يتم تكريمه من قبل منظمة الصحة العالمية في سابقة هي الأولى من نوعها وحدثًا فريدًا في تاريخ المنظمة منذ انشائها بمنحها هذا التكريم لأول مرة ولأول شخصية على مستوى العالم، بما يؤكد ما يحظى به سموه من تقدير دولي كبير على انجازاته في مجال التنمية المستدامة بصفة عامة والقطاع الصحي بصفة خاصة.
وتسلمت وزيرة الصحة فائقة الصالح الدرع نيابة عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
الرعاية الصحية نمت في كنف الأمير
وشكلت الرعاية الصحية النصيب الأكبر من اهتمام الحكومة التي أدارها سموه، حيث عملت على توفير بنية صحية عصرية ومتطورة، والارتقاء كمًا وكيفًا بالمنشآت الصحية والعلاجية وتزويدها بأحدث الوسائل التكنولوجية دونما إغفال لتطوير الكوادر البشرية وتأهيلها وفق استراتيجيات وخطط وطنية ممتدة ومتجددة عبر السنوات.
وأكد سموه في خطاب ألقته وزيرة الصحة فائقة الصالح في قصر جنيف بمناسبة تسلم الدرع اعتزاز مملكة البحرين بتعاونها المستمر القائم مع منظمة الصحة العالمية في كل ما من شأنه دعم خطط وبرامج المنظمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا سموه إلى اهتمام البحرين بتعزيز هذا التعاون وبصفة خاصة من خلال "جائزة خليفة بن سلمان للتنمية المستدامة" لتدعم بذلك أهم أهداف منظمة الصحة العالمية في مختلف المجالات.
وقالت وزيرة الصحة فائقة الصالح في مقال نشرته وزارة الصحة: "لمستُ في النموذج التنموي الذي صنعه الأمير خليفة دقةً شديدةً في تقاطعه مع جميع المستويات التي تجعله النموذج الشامل". وأضافت: "فقد استجاب هذا النموذج لحاجات الإنسان في السياسة والاقتصاد والتعليم والخدمة المدنية والصحة والثقافة والأمن الوطني والخدمات العامة".
وواصلت: "ولم تَنْفِلتْ من ذلك كلِّه رؤية رجل السياسة وحساسيته الشديدة في معرفته بالواقع وفي إستشعاره بمطالب الحياة الكريمة والآمنة. إذْ هي زمام حركة التنمية لأنها تمدّ جميع خياراتها باستبصار يقدرِّ حدود المستقبل القادم ويستشعر آثارها في استقرار الوطن، ولأنها- أيضًا- تمنح برامجها نفاذاَ في اتخاذ القرار".
د. العريض: قائد مسيرة الطب
وقال عضو مجلس الشورى د. أحمد العريض في مقال نشر في صحيفة البلاد في يونيو الماضي: "إننا كأطباء لا نتذكر المسيرة المضيئة للطب في البحرين إلا ونستحضر معها صورة الأب والقائد لمسيرة الطب وتطوره: صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة".
وكشف عن مبادرات وتوجيهات سمو الأمير وأنه كان مستمعًا وملبيًا لتطلاعات الأطباء البحرينين، مشيرًا للقاء جمع طلبة الطب في القاهرة به والاستماع لتوجيهات سموه بالسعي للنهوض بالخدمات الطبية في البحرين وأن الاعتماد على الكادر الوطني لتقديم هذه الخدمات هو هدف الحكومة آنذاك لبحرنة الوظائف في القطاع الصحي.
وأشار إلى أن الحكومة وحدت الرواتب للكادر الطبي في جميع المهن الصحية، و حققت مبدأ المساواة بين الطبيبات و الأطباء.
وأوضح أن سمو الأمير تجاوب مع مطالب الأطباء في أوائل التسعينات من القرن العشرين الماضي في تقديم خدمات طبية خارج نطاق المنظومة الحكومية في مستشفيات الدولة. لافتًا إلى أن هذه الخطوة من سموه كانت مقدمة إلى طفرة شهدتها المملكة في عدد المراكز والمستشفيات الخاصة.
واستحضر في مقاله دعم رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لبرنامج زراعة الأعضاء في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
وقال د. العريض أن التكريم الذي تفضل سموه باقتراحه واعتماديوم للطبيب البحريني في أول أربعاء من شهر نوفمبر من كل عام وتخصيص جائزة للمتميزين في البحث العلاجي الطبي تعبر عن رغبة سموه في تتويج هذه المسيرة استنادًا على الانجازات السابقة لسموه .