مايو كلينك:
يدرس الباحثون في مركز مايو كلينك لنهج الطب الشخصي مدى التعرّض للعوامل البيئية مجتمعةً على مدى حياة الأفراد، ويقارنون الاستجابة البيولوجية لها من فرد إلى آخر. وقال كونستانتينوس لازاريديس، المدير التنفيذي لمركز مايو كلينك لنهج الطب الشخصي: "للإسراع في التوصّل إلى المزيد من الاكتشافات المرتبطة بنهج الطب الشخصي، يتعيّن علينا اليوم التركيز بشكل خاصّ على مدى تعرّض الأفراد للعوامل البيئية المحيطة".
وقال د. لازاريديس، المدير التنفيذي: "لقد أحرزنا تقدمًا ملحوظاً من حيث تخطيط الجينوم البشري وفهم الدور الذي تلعبه الجينات في الأمراض، لكنّ الخصائص الوراثية مسؤولة فقط عن حوالي 10 % إلى 15 % من الأمراض. وللإسراع في التوصّل إلى المزيد من الاكتشافات المرتبطة بنهج الطب الشخصي، يتعيّن علينا اليوم التركيز بشكل خاصّ على مدى تعرّض الأفراد للعوامل البيئية المحيطة."
وهناك ارتباط بين العوامل البيئية وأمراض مثل: السرطان، أمراض القلب، أمراض الرئة، أمراض المناعة الذاتية، والسكتة الدماغية. ويظهر البحث أنّ العوامل البيئية ترتبط بأكثر من 80 % من الأمراض التي تصيب الإنسان وهي من الأسباب التي تؤدي إلى وفاة 1 من بين 6 أفراد حول العالم تقريباً.
ويُعدّ مدى التعرّض للعوامل البيئية مقياساً موازياً للجينوم (المجموعة الكاملة من الحمض النووي للفرد). وأوضح د. لازاريديس إنّ مدى التعرّض لتلك العوامل والجينوم يسيران جنباً إلى جنبٍ، وتهدف الأبحاث التي تجريها مايو كلينك إلى دراسة آثار التعرّض لهذه العوامل طوال الحياة وكيفية تفاعلها مع الجينوم للحفاظ على صحة الإنسان أو جعله عرضة للأمراض.
وقال أيضًا: "لكل شخص بصمته البيئية الفريدة التي يمكن تحليلها من خلال العلامات الموجودة في الدم والبول واللعاب والشعر وما إلى ذلك. وفي النهاية، نأمل أن نتمكّن من فهم مدى تأثير التعرّض للعوامل البيئية على السمات الجينومية للشخص وبالتالي صحته. وقد نستطيع الوقوف على أسباب إصابة أشخاص وعدم إصابة آخرين بالسرطان ممن يتعرّضون للعوامل الملوّثة نفسها، وتحديد العوامل البيئية التي يتعرّض لها الفرد بشكل محدود والتي تسهم بشكل كبير في ظهور المرض".
وختم د. لازاريديس بقوله إنّ فهم مدى التعرّض للعوامل البيئية المحيطة وتأثيرها على صحّة الإنسان سيساعد بالطبع على إحداث تغييرات في نمط حياة الأفراد والتدخلات العلاجية الملائمة وسُبُل الوقاية.