طبيب قاده حبه للرسم إلى التخصص في الأمراض الجلدية التي وجد أن المراجع الطبية تفتقر فيه للصور والرسوم التوضيحية لمرضى عرب أو من بملامح شرق أوسطية، فبدأ مشروعه التثقيفي الخاص بنشر رسوماته للأمراض الجلدية ونشرها على حسابه في الإنستغرام.
وقال د. عبد الهادي جفري استشاري أمراض جلدية من المملكة العربية السعودية أن هناك نقصًا كبيرًا في الثقافة الصحية بخصوص الأمراض الجلدية تقابلها معرفة جيدة بمستحضرات التجميل والليزر.
وبيّن د. جفري المتخصص في أمراض الجلد المعقدة من جامعة هارفارد أنه مستمر في تطوير مهاراته في الرسم الإلكتروني ونشر الرسومات على حسابه drabdulhadijfri@ وأن المرحلة القادمة ستشهد إنتاج فيديوات تثقيفية في ذات السياق.
وكشف اللقاء التالي مع "الطبي" دوافع د. جفري لإنشاء الحساب:
هل أخذت الأمراض الجلدية نصيبها في الإعلام العربي؟
أعتقد أن التركيز في الشرق الأوسط ينصب في الغالب على الأمراض الجلدية التجميلية بسبب الدخل المالي المرتفع السريع.
نفتقر بشكل عام للثقافة الصحية المتعلقة بالأمراض الجلدية، بعد 9 سنوات من مغادرة المملكة العربية السعودية لتلقي تدريب الإقامة في طب الأمراض الجلدية في كندا لمدة 5 سنوات ثم إلى الولايات المتحدة لمدة عامين، وقضيت العام الماضي في طب الأمراض الجلدية الطبية المعقدة في جامعة هارفارد، بعد هذه الرحلة الطويلة عدت ووجدت أن معظم المرضى يعرفون الكثير عن مستحضرات التجميل والليزر، لكنهم ما زالوا يعتقدون أن البهاق والثعلبة من الأمراض المعدية!!!
ما هو السبب الذي دفعك لإنشاء حساب الإنستغرام؟
بدأت هذه الرسومات خلال العام الأخير من تدريبي في طب الأمراض الجلدية في كندا كمتنفس عن الإجهاد الناجم عن امتحانات التدريب النهائية. فقد اعتدت أخذ فترات راحة للرسم والاسترخاء بين ساعات الدراسة الطويلة.
خطرت لي فكرة رسم أعراض للأمراض الجلدية على أناس من المنطقة التي أعيش فيها، ووجدت أن حساب على تطبيق الإنستغرام إذا استخدم بشكل صحيح يمكن أن يكون أداة رائعة لنشر الوعي وتثقيف الناس.
يغلب على الحساب نشر رسومات لشخصيات عربية مصابة بأمراض الجلدية؟ لماذا؟
صحيح، ولكن هناك أعراق أخرى وألوان بشرة مختلفة لأنني مهتم بـ "الجميع". من الواضح تركيزي على الشرق الأوسط والعرب لأن المراجع الطبية تفتقر إلى الصور الطبية الحقيقية لهؤلاء الأشخاص. لست متأكدًا من السبب، لكني أعتقد أنه راجع إلى سلوك ثقافي محافظ، كما لم أجد صور توضيحية في الإنترنت تُظهر مشاكل البشرة على الأشخاص من ثقافتنا.
كيف ترسم هذه الشخصيات والأعراض المرضية عليها؟
أنا طبيب جلدية وفنان، أتذكر عندما كنت طفلاً فزت بالمركز الأول في مسابقة الرسم، أخترت التخصص في الأمراض الجلدية لأنني أحب الفنون البصرية والرسم.
اعتدت على الرسم التقليدي - وهو مجهد وفوضي –، فالفرش الجيدة تحتاج إلى عملية تنظيف طويلة بعد الانتهاء وهذا يفهمه الرسامون جيدًا. لذلك، بدأتُ تعليم نفسي الرسم الإلكتروني وجربت بعض البرامج والآن استخدم Adobe Illustrator، وهو أسهل بالنسبة لي من الرسم التقليدي.
هل وجدت صعوبة في إنتاج هذه الصور؟
يمكنك أن تدرك من خلال الاطلاع على حسابي أن رسوماتي الأخيرة أفضل بكثير من الرسومات السابقة، إنها مهارة وأنا أتعلم كل يوم. الرسم بالنسبة لي فسحة للتأمل خلال وقت فراغي وأنا استمتع به حقًا، على الرغم من وجود جدول مزدحم في العيادة مع المرضى، ما زلت أخصص وقتًا محددًا للرسم كل أسبوع.
كيف تقيم تفاعل الجمهور مع الحساب؟
أحب تفاعل الجمهور والرسائل التي أتلقاها فهي إيجابية للغاية وهي من دوافع استمراري. لم أكن متأكدًا في البداية كيف سيكون رد فعل الناس عندما يرون هذه الصور وعرضتها على أفراد الأسرة في البداية الذين كانوا داعمين للغاية وشجعوني على البدء في مشاركتها في حساب على الإنستغرام.
هل كان استخدام الأسماء العربية للأمراض مفهومًا لدى المتابعين؟
أعتقد أن هذه مشكلة عامة فعندما كنت أتدرب في كندا والولايات المتحدة وجدت أن المرضى لا يفهمون مصطلحاتنا الطبية وهذا متوقع، إذ أن أصل معظم هذه الكلمات هي اللاتينية اليونانية. لذلك أبذل قصارى جهدي للبحث عن المصطلحات التي يفهمها ويعرفها معظم الجمهور، واستخدم كلمات بسيطة جدًا في الوصف حتى يسهل على الجميع فهمها بغض النظر عن مستوى تعليمهم.
ما هي خطتك لتطوير الحساب؟
سأبدأ في نشر مقاطع فيديو تناقش المفاهيم الخاطئة حول الأمراض الجلدية وتثقيف الناس حول الأمراض الشائعة منها، ولن تكون مقاطع الفيديو الخاصة التي سأنتجها مماثلة لتلك الموجودة في كل مكان على الإنستغرام ستكون إن شاء الله بذات النهج الذي أسست عليه حسابي.
هل من كلمة أخيرة؟
شكرا لكم في "الطبي" على اهتمامكم بحسابي ومتابعته، آمل أن يجد الناس المعلومات الموجودة فيه مفيدة. كما أود التنويه أن كل ما يرد في الحساب لا يعد استشارة طبية لكنها بلا شك معلومات ممتازة تسهم في التثقيف الصحي.
أتمنى لكم جميعًا بشرة رائعة بدون مشاكل.