حذر استشاري تقويم الأسنان وجراحة الفكين د. عباس الفردان من ظاهرة "تقويم الموضة" وقال أنه يجب التوقف عنها وعدم التشجيع عليها. وشدد على أن من شروط نجاح تقويم الأسنان وضع خطة لتثبيت الأسنان قبل إزالة التقويم، والإلتزام بمواعيد المتابعة مع الطبيب ومراجعته عند أي مشكلة طارئة.
ولفت إلى أن الأجهزة التقويمية تلقائية التنشيط اكتسحت ساحة العلاج اليوم.
في السطور التالية نقرأ الجزء الثاني من اللقاء الطبي:
- هل صحيح ما يشاع بأن تركيب التقويم يسد الشهية ويؤدي الى نقص ملحوظ في الوزن؟
في بداية علاج تقويم الأسنان تكون هناك صعوبة في المضغ، وتأثير قليل على الطعم بسبب جهاز التقويم. هذا لا يعني أنه سيمنع المراجع من الأكل ولا يوجد له أي أثر على شهيته، بل بالعكس قد يكون هناك عودة سريعة في الأكل الطبيعي وتحسن في المضغ من بعد انتظام صفة الأسنان. إن كان المراجع باحثاً عن خسارة الوزن عليه باللجوء للسبل الأخرى مثل الحمية الصحية والرياضة.
- شهد مجال التقويم تطور هائل، فما هي الأنواع المختلفة للتقويم وما أهمية كل منهم؟
اكتسحت الأجهزة التقويمية تلقائية التنشيط ساحة العلاج اليوم، وذلك لفوائدها الكثيرة مقارنةً بالأنواع التقليدية، حيث إنها توفر: سرعة، قلة الحاجة لخلع الأسنان، مضار أقل على اللثة وجذور الأسنان، وراحة أكثر من آلام التقويم. كما ظهرت تقنيات حديثة بفضلها أصبحنا نستطيع تفادي التدخل الجراحي مع الوصول لنفس النتائج المبهرة. من ناحية الأجهزة الشفافة أو "الإنفزلاين" طرى عليها تطورات كثيرة أيضاً، ولكنها لا تناسب جميع الحالات وبرأيي فإنها لم ترتقَ بعد لمستوى أجهزة التقويم الثابت من ناحية النتائج النهائية. لابد من مناقشة النوع الأنسب مع استشاري التقويم قبل المباشرة بالعلاج فهو أدرى بإيجابيات وسلبيات كل هذه الأنظمة.
- "تقويم الموضة" ظاهرة شائعة يضعون فيها المراهقين تقويم على أسنانهم دون الحاجة له، ما رأيك في ذلك؟
ظاهرة "تقويم الموضة" لا أساس علمي لها، ويجب الانتهاء عن القيام بها وعدم التشجيع عليها. لا يجب خلط هذه الظاهرة ببعض الحالات التي يكون استدعاؤها للتقويم متدني، لأننا في تلك الحالات نضع التقويم من أجل ضمان جودة النتيجة النهائية بالرغم من أن الحاجة له بسيطة. أما في حال لا يوجد لزوم للتقويم نهائيًا، فلا ننصح أبدًا بوضع أجهزة التقويم مجرد كمظهر على الأسنان لأنه سيعرضها لضغوطات غير ضرورية والتي بالطبع لها مضار جانبية غير محبذه كتآكل عظام الفكين، وتحريك الأسنان، وانحسار اللثة، وضعف الأنسجة المحيطة.
- كيف يتم تحديد الفترة الزمنية لعلاج تقويم الأسنان والفكين؟
تعتمد المدة على الأهداف المرتجى من العلاج، ويجب توضيحها للمراجع (أو لوالديه إن كان طفلاً) من أول زيارة. كلما كانت الأهداف محددة وبسيطة، قصرت المدة، وكلما كانت الأهداف شاملة ومعقدة، طالت المدة. تتراوح مدة العلاج من عام لعامين بالعادة، ولكن يختلف الوضع من حالة لأخرى. أحيانًا يكون هناك بطء في استجابة الأسنان وأنسجتها المحيطة للعلاج فتطول المدة. وفي أحيانًا أخرى نجد نمو سلبي، حيث تزداد الحالة سوءا مع نمو المراجع. في هذه الحالة يجب إحاطة الطبيب بالتطورات أو التعقيدات من أجل معالجتها والوصول للنتائج المبتغاة.
عوامل أخرى من شأنها التأثير على مدة العلاج: انتظام المريض على مواعيده، اهتمامه بأجهزة التقويم، تنظيفه للأسنان واللثة، وإتباعه التام للتعليمات بخصوص استخدام الحلقات المطاطية وأجهزة التقويم المتحركة والوظيفية.
- ما الأنواع المختلفة للمثبت أو الـ retainer وما أهميته في تقويم الأسنان؟
إزالة التقويم لا تعني الإنتهاء من العلاج، أود تذكير المراجعين بأن تقويم الأسنان نوع من الاستثمار في الصحة، فمن المهم المحافظة على نتيجته لأنكم بذلتم ثمنا وجهد كبير في سبيل استدامة النتيجة مدى العمر.
فترة تثبيت الأسنان تستغرق عادةً عام ونصف لعامين وتلي إزالة التقويم. أهميتها المحافظة على عدم انتكاس الحالة ورجوع الأسنان للإطباق الخاطئ. هناك النوع الثابت والنوع المتحرك، ونفضل استخدام النوعين معاً لتغطية جميع أبعاد صفة الأسنان. أثبتت الدراسات أن عظام الفكين والأسنان في تحرك وتغيير مستمر حتى عمر الـ 80 سنة وما فوق، ولذلك نصحت المنظمة الأمريكية للأسنان بوضع المثبت الثابت بشكل أبدي على أسطح الأسنان الخلفية لضمان نتيجة التقويم. أما المتحرك فيستخدم كجهاز إضافي مع النوع الثابت لأول سنة ما بعد إزالة التقويم، تنقسم أول 6 أشهر لارتدائه بشكل متواصل، والـ 6 أشهر الأخرى يلبسه لنصف اليوم (12 ساعة) ومن ثم الانقطاع التدريجي حتى يتم إيقافه تمامًا.
- في الختام، ماهي أهم الارشادات التي توجهها لمرضى تقويم الأسنان من بعد إنتهاء العلاج للحفاظ على نتيجة التقويم؟
أولاً يجب أن توضع خطة لتثبيت الأسنان قبل إزالة التقويم. ثانياً، يجب الإلتزام بمواعيد المتابعة كل 3 أشهر في السنة الأولى بعد التثبيت، ومن ثم كل ستة أشهر، والحرص على حضورها من أجل التأكد من ثبات النتائج وسلامة الأجهزة. ثالثًا، في حال وجود أي كسور، أو أي عطب، أو فقدان لأجهزة التثبيت، أو أي مشكلة طارئة أخرى يجب إخبار الطبيب والحضور مباشرةً للعيادة لمعالجة الخلل. ورابعاً، التواصل مع الطبيب بخصوص الأسنان التي لم تبزغ بعد كأسنان العقل لأنها قد تؤثر على نتائج التقويم.
في الختام، أود توجيه نصيحة للأباء والأمهات باحضار أطفالهم لزيارة طبيب الأسنان قبل بزوغ أول سن لبني، ولأخصائي التقويم على عمر الـ 5 سنوات من أجل تثقيف الأبوين عن ترتيب بزوغ الأسنان وكيفية العناية بها، ومن أجل تعود الطفل على أجواء العيادة دون ربطها بوجود طارئ وللتأكد من عدم وجود أي خلل في الأسنان والفكين.
أجرت المقابلة: د. حوراء الراشد